في المقال السابق .. ٧ مساء ٣١ أكتوبر أغارت بريطانيا على الكلية الحربية ومطار ومستشفى ألماظة ، كشفت القيادة المصرية المؤامرة فأمرت قواتنا بالانسحاب غرباً لتتجَنَّب الحِصار في سيناء ، تَصدَّت قوات ” أبي عجيلة” أربعة أيام لتُعَرقِل تقدم العدو حتي تم إنسحاب القوات المصرية بنجاح .
وفي أول نوفمبر قطعت مصر علاقتها الدبلوماسية ببريطانيا وفرنسا وأعلنت حالة الطوارئ وأوقفت الدراسة بكامل مراحلها . أَعدَّت البلاد نفسها لمعركة مصيرية ( حياة أو موت ) إزدادت الغارات على المدن والمنشآت المصرية وأصيبت أجهزة الإرسال الإذاعي في “أبي زَعْبَل” فانطلقت فوراً إذاعة سوريا : “من دمشق هنا القاهرة ”
كما قامت طائرات البريطانية والفرنسية بضرب السفينة ” عكا ” (إحدى سفن الأسطول المصري ) بالقرب من بحيرة التمساح فاغرقتها وبسببها توقَّفت الملاحة في القناة في الوقت الذي أقامتا بريطانيا وفرنسا الدنيا وهما تدَّعِيان الحِرص على الملاحة فيها .
في٢ نوفمبر خطب الزعيم “جمال عبدالناصر” فوق منبر الجامع الأزهر قائلا ” أنا وأسرتي بينكم وسنقاتل ولن نستسلم والله معنا ” .
وفي٣ نوفمبر ١٩٥٦ إنعقدت الجلسة الثالثة للجمعية العامة ووقف العالم كله إلا قليلا بجانب مصر وأرسل المارشال”بولجانين” رئيس وزراء روسيا مذكرة الي إنجلترا وفرنسا يحذِّرهُما من خطورة تلك الحرب القذرة وقال” إن العدوان على مصر ليس لحُرِّيةِ الملاحة في القناة وإنَّما لإعادة النظام الإستعماري إلى الشرق والذي قد يتحوَّل إلى حربٍ عالميةٍ ثالثة ”
وناشد “بولجانين” “أيزنهاور” أن تتدخل روسيا وأمريكا لإيقاف العدوان ، وصَرَّح المارشال “زوكوف”وزير الدفاع الروسي بأن روسيا مستعدة بقواتها المسلحة لوقف العدوان على مصر . وأعلنت إندونيسيا والصين والهند والسودان والأردن واليمن وليبيا عن حشد متطوعين لمساعدة مصر ، وقامت سوريا بنَسْف خط أنابيب البترول المُمْتَد إلى أوربا من الشرق الأوسط ، وأعلنت السعودية التعبئة وأوْقَفَت شَحن البترول إلى إنجلترا وفرنسا .
في٤ نوفمبر أَسقَطَت المدفعية المصرية طائرةً بريطانية نفَّاثة وُجِدَ عليها اسم حلف الأطلنطي
في ٥ نوفمبر أصدرت أمريكا بلاغاً بأن استخدام هذه الأسلحة غير جائز إلّاٰ للدفاع عن منطقة شمال حِلْفِ الأطلنطي .
ووَقَف” إيدن” رئيس وزراء بريطانيا يعلن في مجلس النواب أن أمريكا كانت تعلم مقدماً بأمر العدوان فأذاع البيت الأبيض بياناً ينفي بِشدِّة إدعاء ” إيدن “وصرَّح بأن أمريكا لم يُؤْخَذ رأيها بشأن العدوان . وعندما طَلَبت إنجلترا من أمريكا قرضاً لحل أزمة الإسترليني وامدادها بالبترول حاول ” إيدن” مقابلة ” أيزنهاور” عدة مرات ولكن الأخير رفض مقابلته واشترط ” أيزينهاور” وقف إطلاق النار أولا .
ومنذ فجر( ٥ نوفمبر ١٩٥٦) بدأ تركيز الغارات ( ٤٧٣ غارة ) على “بورسعيد” لمحاولة إحتلالها أولا ثم الإسماعيلية فالسويس وبهذا كان سيتم احتلال منطقة القناة وعزل الجيش المصري في سيناء بواسطة إسرائيل حسب خطة العدوان .
في بورسعيد إمتزج الجيش بشعبها وبآلاف المتطوعين المصريين وضَرَبَ الجميع أروع قصص البطولة والفداء
ونكمل لاحقا