دعوات لعصيان مدنى يروجها البعض الأمر مقبول طالما سيلتزم بالسلمية ،العصيان المدنى هو عمل سلمى ضد السلطة او الحكومة الغير مرغوب فيها يجعل السلطة تفتح افاق جديدة للتحاور .
العصيان المدنى لا يلجأ للعنف للوصول الى غايته كما انه يتم الترويج له اعلاميا ويحاول حشد اكبر قدر ممكن من المجتمع محاولة للتغير والتعبير بسلمية ويجب ان يتسم بتعاطف عام حتى ينجح ،أذا توافرت هذه الشروط هو أمر مقبول وتعبير عن الضيق فى أطار سلمى .
ولكن عندما نسمع أن العصيان المدنى يتم بالقوة ويتم أغلاق المصانع والمحال والشركات بالقوة من بعض المجموعات لفرض رأيهم وأخراج العاملين من أعمالهم لا يعتبر هذا الا بلطجة مدنية ،أمر يخالف القانون ويخالف الحريات الشخصية والعامة .
كيف يكون هدف العصيان المدنى والذى نصت عليه المادة الثانية من أعلان حقوق الأنسان والمواطن أنه أن الهدف من أى تجمع سياسى هو الحفاظ على حقوق الأنسان الطبيعية والدائمة و من هذه الحقوق الحق فى الحرية والتملك والأمن ومقاومة القمع، والداعين للعصيان المدنى فى مصر لا يحترمون حق الحرية بالتعاطف معهم والمشاركة ام لا ويستخدمون القوة فى تنظيمه.
العصيان المدنى فى مصر يحتاج فى تصحيحه الى عصيان مدنى أخر لتعديل المسار ،لأن ما يحدث لا يعد الا بلطجة مدنية تستخدم قانون الغاب فى ظل غياب الدولة فى تنظيم القانون وفرض هيبتها.
ويصل الأمر الى دعوات البعض فى عدم دفع مستحقات الدولة من فواتير الكهرباء والمياة ،ما يحزننى حقا هل الدولة المصرية وفقراءها يتحملون كل تلك الأعباء ،هل الوطن يتحمل توقف العمل وتوقف الشركات والمصانع،العامل البسيط والأب العائل الذى بالكاد يملك قوت يومه يتحمل أن يغلق عمله لمجرد ان البعض قرر هذا وينفذ فكرته بالقوة .
لك الله يا مصر.