جاء استخدام صحافة البيانات علي نطاق واسع في العمل الصحفي بهدف التوافق والانسجام في استخدام العديد من المفاهيم وربطها بالعمل الصحفي من أجل انتشارها بصورة علمية تسهم في زيادة الفهم والمعرفة،. بالتالي يري البعض أنها القدرة علي التعامل مع الاقنيات الجديدة بما يساعد علي توظيف العلوم وتسخيرها لخدمة القراء. لقد واكب هذا التطور التكنولوجي الكبير تغيرات كثيرة في سمات القراء أيضا، فلم يعد قارئ اليوم مثل الماضي يكتفي بقراءة قصة صحفية بشكلها التقليدي إلي القصص الجادة المتعمقة القائمة علي استكشاف بيانات وتحليلها وتمحيصها والتفاعل معها لاستخلاص ما تنطوي عليه من مغزي، فضلا عن توظيف مختلف الوسائط المتعددة في سرد القصة الصحفية بشكل متكامل يتيح للقارئ استيعاب ما بداخلها من بيانات ومعلومات . تعتمد صحافة البيانات علي عنصرية أساسيين هما : استخدام البيانات الضخمة في قواعد وشبكات المعلومات والكشف عما بداخلها والربط بينها ، ويتمثل العنصر الثاني في أسلوب سرد القصة الصحفية بشكل بصري للبيانات والأرقام الكثيرة مما يتيح للقارئ سرعة استيعابها والتفاعل معها بما يلبي احتياجاته المعرفية. وهكذا أصبحت صحافة البيانات اليوم تمثل شكلا من أشكال الصحافة المنتشرة اليوم في المواقع الإلكترونية للصحف والمواقع الإخبارية العالمية، وذلك في محاولة لجذب القارئ وتوصيل المعلومات له بأقصي قدر من السرعة والدقة، خاصة في حالة التغطيات الصحفية الكبرى والأحداث المعقدة التي تتطلب الشرح والتفسير والفهم المتعمق في عالم يتسم بشراسة المنافسة بين مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية .