في المقال السابق . قدَّم وزير خارجية ” كندا ” اقتراحاً بارسال قوة دولية لإقرار السلام ومراقبة الحدود بين مصر وإسرائيل . وافقت أمريكا على الاقتراح فهو ما كانت تسعى إليه بمشاركة إنجلترا وفرنسا قبل تأميم القناة . وامتنعت مصر وروسيا وروسيا البيضاء ودول العدوان الثلاث و ١٣دولة أخرى .
و في ٥ نوفمبر ١٩٥٦وفي اجتماع الجمعية العمومية قدَّمت جبهة من الدول الأسيوية والأفريقية مشروع قرار يطالب إسرائيل بسحب قواتها إلى وراء خطوط هدنة ١٩٤٩ وسحب القوات الإنجليزية والفرنسية من مصر فوراً وتصميم الأمم المتحدة على تنفيذ قراراتها ، وتَمّْت الموافقة على هذا الاقتراح بأغلبية ٥٩ صوتاً وامتناع ١٢ومعارضة ٥ أعضاء .
وقدَّمَت أمريكا مشروعاً بتكوين لجنتين الأولي لتسوية مشكلة فلسطين وأخرى لتسوية مشكلة القناة وتطهيرها ولم تُشِر إلى وقف القتال ، فأثار هذا الاقتراح مندوب روسيا ووَصَفهُ بأنه محاولةً لطَمْس قضية العدوان . كما تساءل مندوب الأردن عن مصير أكثر من ٢٠٠ الف عربي في قطاع غزة الذي احتلته إسرائيل فطلبت روسيا من مجلس الأمن إنعقاد جلسة عاجلة لتوجيه إنذار إلى الدول الثلاث بوقف إطلاق النار خلال ١٢ساعة وسحب جميع قواتهم من الأراضي المصرية خلال ٣ أيام . كما طلبت تفويض الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بالتدخل عسكرياً إذا لم تستجب الدول الثلاث لإنذار مجلس الأمن (استنادا للمادة ١٢ من ميثاق هيئة الأمم ) الخاصة بتقديم المساعدات العسكرية وغيرها للدول التي تقع فريسة العدوان ، هذا الاقتراح لم يوافِق
عليه من أعضاء المجلس غير إيران و يوغسلافيا وروسيا (مقدمته)
وعارضته إنجلترا وفرنسا وأمريكا وأستراليا وامتنع مندوبو كوبا والصين وبيرو وبلجيكا . ولوجوب موافقة سبعة أعضاء ليدرج في جدول أعمال المجلس فقد استُبْعِد الاقتراح الروسي وهكذا كشف موقف أمريكا الغامض والمريب .
في ٦ نوفمبر أَنزَلَ العدو قواتاً جديدة تحميها الدبابات والمدرعات وتحولت المعارك في بورسعيد إلى قتال شوارع .
وفي ٧ نوفمبر مساء إحتل العدو وابور المياه وقَطَعَها وقَطَع النُّور عن المدينة فكانت العمليات الجراحية تُجْريٰ على أضواء الشموع تحت نيران المدافع
في٨ نوفمبر ١٩٥٦ بَعَثَ ” أيزنهاور” رسالة إلى “بن جوريون” يُطالِب فيها إسرائيل بالانسحاب فوراً . كما طلبت إنجلترا من إسرائيل الإنسحاب إلى وراء خطوط الهُدنة .
أعلن ” همرشيلد” أن بريطانيا وفرنسا أبلغتاه أنهما أوْقَفَتا قَذْف القنابل على مصر وأنهما في انتظار تكوين القوات الدولية .
إرتاب “شبيلوف”رئيس وزراء روسيا في صيغة ( وقف قذف القنابل ) فوجود قوات الدولتين في بورسعيد في حد ذاته عدواناً خطيراً كما أن القنابل ما زالت تقصف المدن المصرية . ولَمَّا لَمْ تَجِد روسيا تعاوناً من أمريكا إنفردت بالعمل وحدها فأصدرت إنذارها باستخدام القوة ونَصَّه ” إن بريطانيا وفرنسا قد تستهدفان لهجوم دولة أقوى منهما كثيراً وتستطيع ضَربهِما لا بالسفن والطائرات ولكن بالصواريخ المُوجَّهة . وارْتَعَدَت فَرائِصُ قادة الدول الثلاث .
ونكمل لاحقا