من جديد أعاود الحديث عن هذا الكم الهائل من الأذى الذى يتعرض له الكثيرون جراء التعامل مع آخرين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، التى باتت شرا لابد منه وخطرا محيطا، علينا أن نتحصن بجميع الدفاعات ضده، إن كان ولا بد أن نستخدمه.
كتبت مرات ومرا ت عن هذا السم المدسوس بالعسل، وما قد ينخدع به الكثيرون، ورويت لكم ما تعرضت له عن نفسى من قبل، عندما تمت سرقة حسابى عن طريق أحد المتابعين المزيفين، والذى تعلمت بعده أنه لابد من التحقق والحذر الشديد من هوية الشخص الذى نقبل أن يكون بقائمة الأصدقاء، أما عن المتابعين فلا حيلة بالتحقق من حقيقة هوياتهم.وعن قائمة الأصدقاء، فقد تجد هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالإعلامى أو الإعلامية، والذين عادة ما نتأكد أنهم مجهولو الهوية، وهذا ما تعلمته مؤخراً بعدما اصطدمت بعشرات وربما مئات الشخصيات التى تتبع هذه الطريقة.فهذا الإعلامى أو هذه الإعلامية إن كان ذلك كذلك، فلا حاجة لإقحام اللقب قبل الاسم الذى من المفترض أن يكون معروفاً بحد ذاته.أما عن عمق الأذى الذى قد يتسبب بالكثير من المشكلات الاجتماعية، هذا الخطر الكبير الذى بات يهدد استقرار الأسر المصرية، وقد يؤدى بكثير من الأحيان إلى تفككها، ما يسمى بالعلاقات الإلكترونية السرية، وما ينتج عنها من ابتزاز وتشهير بين الشبان والبنات، والمصيبة الأكبر بين الأزواج والزوجات، وهذا ما شاهدته بعينى من حالات انفصال وهدم لأسر بعينها جراء تلك العلاقات الإلكترونية الوهمية المريضة.ناهيك عن الهوس الذى قد يصيب البعض تجاه الشخصيات العامة من الفنانين أو الاعلاميين، وما أكثر هؤلاء المرضى الذين قد أتاحت لهم وسائل التواصل المختلفة هذا التطاول وهذه الملاحقة المزعجة، تلك التى تزداد حدتها كلما كان المرض النفسى أكثر حدة.فقد اصطدمت شخصياً بما لا يصدقه عقل، عندما توجهت لمباحث تكنولوجيا المعلومات، لتحرير محضر رسمى بواقعة سرقة حسابى وانتهاك الصفحة الرسمية لزوجى الفنان من خلال حسابى، والتى توقعت أنها جريمة بشعة وحدث جلل!وأثناء تواجدى بالإدارة لتحرير المحضر، رأيت وسمعت وتفاجأت بما لم يستوعبه عقلى من كم هائل من الجرائم والخراب والمجازر التى وقعت جراءً لهذا الهراء وخلف شاشات العالم الوهمى الافتراضي،
هذا الذى تحول لمنصات شديدة التأثير لتأليب الناس وشحنها بالأكاذيب ورميها بالباطل.نهاية:
أناشد العقلاء بالحذر ثم الحذر فى التعامل مع السوشيال ميديا، بألا تكون مرآة يرى بها الآخرون حياة بعضهم البعض الشخصية وألا يطرح رواد التواصل تفاصيل حياتهم اليومية لحظة بلحظة بأدق خصوصياتها للآخرين مشاعاً.
فهناك من المتربصين الذين يديرون حسابات وهمية لأشخاص غير موجودين، أو حتى منتحلين لشخصيات حقيقية، يترقبون ويدبرون للحظة الانقضاض على الهدف تماماً مثلما ينقض الحيوان المفترس على فريسته بلحظة ضعف يحددها هو.كما أناشد الجهات المسؤولة عن تقنين أوضاع استخدام وسائل التواصل المختلفة بتشديد الرقابة على كل متجاوز وتغليظ العقوبة على كل مجرم من عصابات الإنترنت.وأخيراً.. أناشد جميع وسائل الإعلام وأصحاب الرأى والكلمة وذوى التأثير، بضرورة وضع خطة عاجلة لتوعية المواطنين بمخاطر سوء استخدام وسائل التواصل والاستغراق التام بها، وكيفية التعامل بشكل سليم يوفر الحد الأدنى للأمان والاستفادة بمنافعها وتجنب أضرارها التى لا تعد ولا تحصى.