يوم ٣ مايو كان الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة وتقوم اسرائيل مكاتب شبكة الجزيرة في فلسطين المحتلة فيما منظمة مراسلون بلا حدود أن ١٤٠ صحفيا فقدوا حياتهم أثناء التغطيات الإخبارية لحرب غزة !
وهكذا يتبلور دور الاعلام في كشف الوجه الحقيقي لدولة اسرائيل التي تروج لاكذوبة أنها واحة الديموقراطية في المنطقة وهذا يجعلنا نتساءل ماهو دور الإعلام في حرب طوفان الأقصى ؟ أن الإعلام لم يكن ناقلا فقط للحدث إنما كان أيضا كاشفا ومحللا لجوانبه المختلفة وهنا ظهرت خطورته كقوة ناعمة تنافس القوة الغاشمة بل تفوقها احيانا لأن الإعلام يخاطب الوجدان والعقل الجمعي إذن هو جزء من معركة الوعي
ونقول في حرب غزة حدث تحول نوعي في المواقف من الدعم المطلق للدولة العبرية إلى التعاطف والتأييد للقضية الفلسطينية نتيجة كشف الإعلام سياسات المعايير المزدوجة خاصة من الولايات المتحدة.
والحراك الطلابي في الجامعات هو نتيجة منطقية لما قام به الإعلام من تناول موضوعي وشرح عدالة القضية الفلسطينية التي عادت إلى الواجهة الإعلامية من جديد ما دفع دولة مثل جنوب أفريقيا بعيدة عن منطقة الأحداث إلى رفع قضية على اسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ! إذن الإعلام قوة فاعلة تواكب تطورات الأحداث بشكل لحظي على مدار الساعة وأصبحت اخبار غزة الخبر الاول في نشرات الأخبار وكان قبل ٧ اكتوبر اخبار اخرى مثل حرب اوكرانيا وكوفيد والسودان وزلزال تركيا وغيرها المتصدر للاخبار و توارت القضية العربية المركزية وساعد على ذلك قيام إسرائيل بالترويج للتطبيع مع العديد من الدول العربية خاصة الخليجية !
أن عملية طوفان الأقصى قد ردت الروح للقضية الفلسطينية ولكن بعد أن دفع شعب غزة ثمنا باهظا نحو ٣٥ الف شهيد و٧٨ الف جريح وأكثر من مليون شخص نازح في غرب القطاع خلال سبعة أشهر
كلمة أخيرة عندما نقول الإعلام فإننا نقصد الإعلام بنوعيه الميديا التقليدية إذاعة وتلفزيون وصحافة ورقية والاعلام الجديد أو البديل مواقع تواصل ومنصات إخبارية
وعندما نقول الإعلام لا نقصد إعلامنا العربي فقط إنما الإعلام الدولي أيضا
وما نطرحة هو عصف فكري لموضوع جدلي بسبب اختلاف مساحات الحرية الإعلامية بين دولة وأخرى وهنا تظهر نواقص الأداء الإعلامي عند هذا أو ذاك