Breaking News
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب…الكفيل ورحمات السماء ! حياة الماعز قطرة ماء في قلب الصحراء

هذا انطباعي عندما شاهدت الفيلم الهندي حياة الماعز. The goat life الذي أثار ضجة وجدلا كبيرا بين القبول والرفض في الاجمال هو يسلط الضوء على قضية مسكوت عنها في منطقة الخليج هي الكفيل الذي تمنحه دولته حقوقا وسلطات استيراد البشر من الخارج للعمل في بلدة في الأعمال الدنيا Dirty Works وبحكم خبرتي يعد الهنود الباكستانيون والبنغال من أكثر الجنسيات التي تتعاطى مع نظام الكفيل في دول الخليج ….
الفيلم يشير إلى الكفيل السعودي دون إفصاح ويبرز صورته بشكل غير إنساني في تعامله مع العامل الهندي الذي ترك وطنه بحثا عن المال عن طريق نصاب اوهمه أنه سيعمل في شركة واكتشف أنه ضحية عملية احتيال ليعمل راعي غنم وجمال في مزرعة الكفيل ويصور الفيلم حياة البؤس والحرمان في المزرعة الموجوده في صحراء الجزيرة العربية ورحلة الهروب في الصحراء أو مايسمى الربع الخالي بكل مافيها من قسوة الطبيعة ويموت الهاربون ماعدا بطل القصة نجيب الذي أنقذه مواطن سعودي من تيه الصحراء ونقله إلى اجواء المدينة اي أحياه بعد موت محقق ….
الخلاصة القى الفيلم الضوء على غياب القانون الإنساني في هذه الحالة التي أنقذها تعلقها برحمة الله وصور الكفيل بصورة بشعة تحولت في الإطار المرجعي للعقلية الهندية الوافدة إلى صورة العربي كريه الرائحة الذي يصنع عطوره الفاخرة من ابواله وعرقه على حد قول نجيب الذي لم يكن يعرف اللغة العربية….
والفيلم إشارة إلى أن آلاف الوافدين ماتوا في رحلة الهروب من نظام الكفالة داخل الصحراء فقد كانت الماعز والماشية حسب سياق الفيلم أكثر إنسانية ورحمة من الكفيل الذي لا عمل له غير الاكل والشرب والنوم وتعذيب من يكفله من عمال آسيويين أو أفارقة …..
أعتقد أن الفيلم قدم حالة إنسانية ميلودرامية قد يكون مبالغا فيها لكنها تحتاج من أهل الحل والعقد في دول الخليج أن يعيدوا دراستها لتطوير نظام الكفيل الذي أعلن بالفعل عن الغائه لانه تربح غير شرعي من صفة المواطنة في بعض الدول الخليجيه لكن في الواقع مازال موجودا أو مسكوتا عنه خارج نطاق مؤسسات الدولة…..
حياة الماعز الفيلم الذي قاطعته دول ورحبت به أخرى لغرض معين في نفس يعقوب واعتبرته دول عملا فنيا جرئيا يعد صرخة في تيه صحراء الربع الخالي من أجل استيقاظ الضمير الإنساني ولست أدري لماذا تذكرت أهل فلسطين الذين يعيشون بنظام الكفيل في وطنهم !
ولما لا فإن الوافدين من الهند إلى جزيرة الأحلام هاربون أيضا من نير كفيل اخر اسمه الهندوس في قارة تجاوز عدد سكانها المليار فيها مئات اللغات واللهجات والأديان والثقافات !
بل يمكن القول إن كوكب الارض يخضع لنظام الكفيل نتيجة قواعد السخرة والعبودية والعنصرية المطبقة في العلاقات الدولية أليست الدول العظمى خاصة الولايات المتحدة هي الكفيل الوصي على عالم اليوم ؟
على أية حال سوف يستمر الجدل حول فيلم “حياة الماعز” الذي تناول وضعية العمالة الأجنبية ونظام الكفيل في دول الخليج ما يثير موجة غضب خاصة في المملكة العربية السعودية ويطرح سؤالا..
من وراء هذا الجدل والغضب؟ وأي تداعيات مستقبلية على علاقات الرياض مع نيودلهي ؟
أعتقد أن الفيلم سيكون مبعث مشكلات وحرج لأنظمة عربية وخليجية !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *