دائما ما يأتى إلى الذهن أسم العالم الفرنسى”شامبليون” مجرد سماعنا كلمة “حجر رشيد” أو” فك رموز الهيروغليفية”, فلقد إرتبط اسمه بفك رموز حجر رشيد, ولكن تأتى المفاجاة عندما نعلم أن شامبليون ليس أول من تحدث عن فك رموز اللغة المصرية القديمة, وأننا ندرس منذ الإبتدائية أن الفضل الأول و الأخير يرجع للعالم الفرنسى, وكأن العلماء العرب والمصريين الذين يعيشون وسط الاثار والحضارة المصرية نفسها ويحسون بها كمجرى الدم فى العرق, كانوا عاجزين عن التفكير فى فك الرموز, وللأسف يدرس لنا ونحن فى الصغر, والتعليم فى الصغر كالنحت على الحجر, فلا ننسى هذه المعلومة أبدا, ويحالفنا الحظ بعالم مثل د.عكاشة الدالى الذى قال أنه إستغرق سنوات عديدة لإثبات ذلك لأنه كان مقتنع تماما أن الدارسين العرب بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة لا يفوتهم ابدا التفكير فى هذا اللغز الكبير, لغز الحضارة المصرية القديمة, وحيث أن مفتاحة اللغة الباقية على جدران المعابد والمقابر.
ولقد أُثبت أن الدارس العربى إبن وحشية النبطى قد فك رموز 89 لغة قديمة منها الهيروغليفية, وذلك قبل شامبليون بحوالى 800 عام, وهو أبو بكر أحمد بن علي المعروف أيضا بابن وحشية النبطي هو كيميائي وعالم لغوي نبطي مسلم من العراق عاش في القرن الثالث الهجرى و له العديد من المؤلفات في الكيمياء والسحر كما ألف كتاب “الفلاحة النبطية” الذي يعتبر من أشهر المؤلفات الزراعية القديمة. ورد ذكره في كتاب دلالة الحائرين للفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون.
ونجد أنه قدم بحثا جديدا في مخطوطة “شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام”، وهو كتاب قام ابن وحشية بتناول 89 لغة قديمة وكتاباتها ومقارنتها بالعربية ومن ضمنها اللغة الكردية والهيروغليفية ,و قد اكتشف ابن وحشية ان الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية وقام بتحليل العديد من رموزها قبل اكتشاف شامبوليون بل أن ترجمة إنجليزية لمخطوطة شوق المستهام من تحقيق المستشرق النمساوي جوزف همر نشرت في لندن عام 1806 أي 16 عاما قبل اكتشاف شامبوليون ذلك وذهب البعض إلى القول أن شامبوليون كان قد اطلع على هذه المخطوطة الا انه لا توجد لدينا دلائل تؤكد أو تدحض هذا الادعاء.
نتمنى من الله أن يهدى أولياء أمورنا فى التعليم الأساسى والعالى, و أن يهديهم إلى تدريس ما هو حقيقة وخاصة فى التاريخ لإبراز فضل الحضارة الإسلامية على العالم, وجدير بالذكر أن فى أوروبا يدرسون ذلك ويتخذون العلماء العرب مرجعا لهم.