أخبار عاجلة

د. عبد الباقي السيد يكتب… رثائي للدكتور “عبادة كحيلة” أستاذ التاريخ الإسلامى

ببالغ الحزن والأسى أنعى المغفور له بإذن الله أستاذنا الدكتور عبادة كحيلة أستاذ التاريخ الإسلامى بكلية الآداب جامعة القاهرة …عرفته عالما فذا ومفكرا ومنظرا ومبدعا وفارسا مغوارا من فرسان التاريخ الإسلامى …كان نهرا متدفقا بالعطاء على كل تلاميذه ومحبيه … أفنى حياته فى العلم …ومات رحمه الله وهو يتجاذب أطراف الحديث مع أحد الدكاترة الكرام ….وكان آخر عهدى به وآخر لقاء معه على منصة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية فى يناير المنصرم .

تحدث رحمه الله عن نفسه فى حفل تكريم أعده تلاميذه فقال : أنا إنسان بسيط أؤمن بأن أقرب خط بين نقطتين هو الخط المستقيم ، خاصة على مستوى العلاقات البشرية، وهذا ما جر علي مشاكل عديدة عبر سنوات عمري ؛ فالحياة صعبة حين تكون “دوغري وصريح” ، وأتذكر هذه الأيام رفيق حياتي الدكتور رؤوف عباس وأشعر بافتقاده ، أما زملائي ومنهم الدكتور محمود اسماعيل وأيمن فؤاد فأتعلم منهم أحيانا ، وهذا دأب العمالقة الكبار في الفكر المصري ، فقد كان يحيى حقي سابقا للشيخ محمود شاكر في العمر ويتردد عليه لسؤاله فيما عن له في التراث، وكان شاكر أقدر منه فيه.

وفي عبارات قصيرة علق كحيلة على فساد الجامعة التي سعى وعدد من رفاقه لإصلاحها بقوله : الأقزام لا تتجاوز سمعتهم حدود جامعاتهم” في إشارة للصيت الذي يحظى به صديقه الدكتور أيمن فؤاد رغم تنكر الجامعة المصرية له ، لكن الله عوضه بتكريمات عربية رفيعة .

وكان رحمه الله قد تنبأ بثورة يناير في كتابه الهام “ورقات في الزمان الصعب” ، بل إنه خاطب أحد أصحابنا وكان يعد العدة لمناقشة أطروحته للدكتوراة فأخبره بقوله ” لن اناقشك إلا فى زمن جديد وعصر جديد بعد رحيل النظام” ، وبالفعل لم يناقشه إلا بعد أن تنحى الرئيس الأسبق مبارك ، وبدا كلامه فى جلسة المناقشة بخطبة سياسية عصماء ….رحمه الله رحمة واسعة وقدس سره ونور ضريحه ورفع فى العالمين ذكره ….

من أبرز أعماله التاريخية : “تاريخ النصارى في الأندلس”، “عن العرب والبحر”، “العقد الثمين في تاريخ المسلمين”، “الأصول الأولى لتاريخ الغجر” و”ورقات في الزمان الصعب” إضافة لكتابه عن رفيق عمره الدكتور رؤوف عباس، بخلاف الترجمات والمقالات العلمية والبحوث ، والرسائل التى أشرف عليها وناقشها ونشاطاته كمقرر لأنشطة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *