نظرة أمل :
ماهو دور الإعلام خاصة في مرحلة البحث عن الإستقرار المجتمعي واسترداد عافية الوطن ؟ الإعلام مرآة عاكسه لهموم الناس وقد يتصور كثيرون أن دوره ( حل ) المشاكل وليس رصدها ثم عرضها ويوقع هذا التصور كثيرا من الإعلاميين في مأزق خاصة أن الإعلامي بعد أن يعرض المشكلة من خلال وسيلته لاسيما اذا كانت الميديا هي التليفزيون – أكثر وسائل الاعلام انتشارا وتأثيرا في عالمنا العربي – ينتظر رد المسؤول لكي يبادر بتقديم البدائل لحل المشكلة واذا تحقق الحل يصبح ذلك غاية ما يتمناه الإعلامي ولكن كما قلت المأزق في عدم استجابة هذا المسؤول أو فشله في حل المشكلة ما يؤدي الى رد فعل ضده لان الاعلامي من المفترض أنه يقف في صف صاحب أي مشكلة خاصة المشكلات ذات الطابع الإنساني و مهنيا ليس مطلوب من الإعلامي أن يقف محايدا بالنسبة لتلك المشكلات ولكنه يجب ان يكون موضوعيا بمعنى ان يتفهم ظروف كل أطراف المشكلة المعروضة بالإضافة الى انه يجب ان يستخدم مفردات في عملية الإتصال تحل ولا تعقد تبني ولا تهدم .
ويميل بعض الإعلاميين الى تعقيد المواقف وإظهار المسؤول في حالة فشل او بعبارة اخرى يعتقدون إن احراج المسؤول في برامج الهواء سيؤدي الى اكسابهم جماهيرية وانتشارا وأرى ان مثل هذا النوع من الآداء الإعلامي يعتبر هادما وليس بانيا فضلا عن انه سيمنع الرسالة الاعلامية من تحقيق غايتها لان الناتج النهائي في هذه الحالة يصبح سلبيا وفي الوقت نفسه هناك مسؤولية تقع على عاتق فريق الإعداد لانه قد لا يحسن اختيار المعني بحل المشكلة او لا يختار التوقيت المناسب للتواصل مع المسؤول او لايقدم للاعلامي او المذيع المعلومات الكاملة عن الموضوع المثار كما ان هذا الأخير قد لا يبحث جيدا جوانب المشكلة أو يتناولها بشكل فيه نوع من التسطيح و أحيانا تحتاج مشكلة ما الى وقت لتجهيز الحل لان من عيوب التناول الإعلامي للمشكلات الصعبه على الهواء عدم إلمام المسؤول بالتفاصيل عندما يأتي الطرح بشكل مفاجئ .
إذن ما هو الشكل الأمثل لعرض المشكلة إعلاميا حتى نتوصل الى طرح بدائل مناسبة للحل ؟
تعرض المشكلة مع الوضع في الإعتبار أن دور الإعلام هو إلقاء الضوء على المشكلة بمعنى ان دوره كاشفا من أجل التشخيص اما العلاج فهو مهمة جهة الإختصاص ويؤدي الاعلام دورا مهما أيضا في المتابعة لأن معظم المشكلات تحتاج وقتا للحل وهنا تأتي أهمية دور المتابع خاصة بعد ازالة اسباب المشكلة ولابد من توضيح ذلك للمتلقين الأمر الذي يكسب الوسيلة الإعلامية درجة عالية من الصدقية ويساهم الإتصال الشخصي بين فريق الإعداد والمسؤولين في تسهيل مهمة عرض المشكلة والمساعدة على حلها واثناء استضافة المسؤول على الهواء لابد من اعطائه الفرصة لفهم المشكلة وألا تصبح مهمة المذيع او الإعلامي هي وضع المسؤول في ( خانة اليك ) لأنه اذا حدث هذا لن تحل المشكلة وعلى أي حال وجود قنوات إتصال واضحة ومحددة تعمل في الإتجاهين بين الجهاز الإعلامي و مؤسسات وأجهزة الدولة الآخرى سيساعد على تجنب وقوع الإعلاميين في مآزق هم في غنى عنها !!