ابراهيم الصياد يكتب… “نصيحة للحكومة الجديدة .. مصر اولا !!..”

نظرة أمل :
رحلت فجاة حكومة د. حازم الببلاوي ولاشك أنها جاءت في مرحلة فارقة من تاريخ مصر بعد ثورة ال30 من يونية وكنا قد وجهنا لها في بدايتها نصائح – لوجه الله – أهمها تجنب السير بإسلوب محلك سر بسيطرة فكرة انها مؤقتة وانتقالية على كثير من اعضائها والحمد لله أن المهندس ابراهيم محلب لم يكن منهم !!
وحتى نكون منصفين واجهت هذه الحكومة مشكلات عديدة على قدر كبير من التعقيد وكان لابد من التعامل مع هذه المشكلات بإصرار على الحل والمواجهة ولعلنا نتذكر مقولة إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة التي قالها الزعيم الصيني ماوتسي تونج .
وقد ساهمت هذه المقولة في بناء الصين الحديثة مما جعلها الآن واحدة من اقوى دول العالم اقتصاديا ان لم تكن الأقوى على الإطلاق و لو أخذنا من هذه المقولة معناها الواضح الذي لا يخفى بين الكلمات معاني أخرى ورسمنا أسس التحرك بخطوة واحدة في طريق الألف ميل لعرفنا أننا وضعنا أقدامنا على الطريق، وسوف نقطع المسافة ونصل الهدف بمواجهة واقعية للمشكلات .
ولكن استشعرنا من آداء وزراء عديدين في حكومة الببلاوي ان فكرة المواجهة كانت غائبه عنهم ومن ثم يعدون الايام حتى تنتهي مهمتهم ويتخلصون من هموم العمل العام ويقنعون بالحصول على لقب ( وزير سابق ) في النهاية .
ان سيطرة هذا الشعور على بعض اعضاء الحكومة بانة جاء لفترة مؤقتة تقلل من رغبته في الانجاز فاذا صادف مشاكل ضخمة في وزارته فانه يصاب بحالة من الشلل وعدم القدرة على رسم خطط مستقبلية لقطاعات وزارته .
ومن المعوقات التي تواجه اي حكومة العمل باسلوب ( الجزر المنعزله ) بمعنى فقدان آليات التواصل بين قطاعات الوزارة الواحدة او بين الوزارات بعضها البعض.
و اتصور ان نجاح الحكومة الجديدة سيعتمد على التواصل الناجح بين مفاصلها وهو ما افتقدته الحكومة السابقة حيث كان من عيوبها الخطيرة قلة او انعدام التنسيق بين الوزارات وعودة الإعتماد على الإتصالات الشخصية مما افقدها القدرة على التحرك الجماعي المرن تحت مظلة واحدة .
ومن عيوب آداء حكومة الببلاوي بطء اتخاذ القرارات ودائما مثل هذا السلوك الحكومي في اعقاب الثورة قد آدى الى ردات أفعال سلبية كما لوحظ ترددها في التعامل الدولي من منطلق المصلحة الوطنية اولا واخيرا
ونكرر ان للحكومة الجديدة الثانية بعد ثورة 30 يونية عليها دورا مهما في استرداد مصر لعافيتها واحدى وسائل ذلك خلق درجة من درجات التناغم بين اعضائها وليس مطلوبا ان يكون رئيس الحكومة هو المنوط به تبرير تصرفات وقرارات ادارته للمجتمع في كل مرة بل من المفترض ان هناك اجهزة معاونة مؤهلة وتمتع بقدر عالي من الاحترافية مهمتها القيام بذلك .
وعموما فان نصيحتي لحكومة المهندس محلب العمل كما لو انها مستمرة وليست مؤقته وان يعي اعضاؤها تفاصيل خريطة المستقبل كل في اختصاصة ويرسمون دور كل منهم في هذه الخريطة ويحددون الاهداف المرجوة التي يجب عليهم الوصول اليها ليس كوزارات منفصلة بل ككيان واحد متكامل !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *