كنت وأنا طالب بالفرقة الثانية من دراستى الجامعية أدرس كتابا عن التيارات السياسية فى مصر ، وكان من جملتها تيار الإخوان المسلمين ، واستمعت لأستاذتنا الدكتورة آمال السبكى وهى تتحدث عن لقاءات لمؤسس الجماعة حسن البنا مع المندوب السامى البريطانى ، ومع بعض الإنجليز ، وذكرت أن الأرشيف الإنجليزى يحتوى على خطابات متبادلة بين البنا والمندوب السامى وبعض القادة الإنجليز ، وقتها لم أعر هذا الكلام اهتماما ، ولكن مع تطور الفكر وكثرة المطالعة وقفت على أمور تؤكد ما قيل بشأن العلاقة السابقة ، وهو الأمر الذى أكد عليه الكاتب الأمريكى روبرت دريفوس فى كتابه “لعبة الشيطان.. كيف أطلقت الولايات المتحدة العنان للأصولية الإسلامية” عندما قال إن جماعة الإخوان المسلمين نشأت بمنحة من شركة قناة السويس المملوكة فى تلك الفترة للإنجليز، وأن مؤسس الجماعة حسن البنا كان دائم الالتقاء بعدد من سفراء الدول الأجانب وعلى رأسهم بريطانيا وأمريكا.
ومما وقفت عليه بشأن هذه العلاقة أنه فى العام 1953م وبينما كان عبدالناصر يلتقى بممثل الإخوان حسن العشماوى ليحذره من مغبة تحركات الإخوان داخل القوات المسلحة كانت قيادات الإخوان وتحديدا حسن الهضيبى وصالح أبو رقيق وسالم منير وعزيز ذكى يجتمعون فى بيت المرشد العام للإخوان مع مستر إيفانز المستشار الشرقى للسفارة البريطانية ، ودار الحديث حول الجلاء والدفاع المشترك ، ثم دار اجتماع آخر مع مستر إيفانز أعلن فيه الإخوان ترحيبهم بالتعامل مع الإنجليز بدلا من الروس والأمريكان.