فى حوراه مع ” احوال مصر “..مسئول الدعوة السلفية بسوهاج : كل قرارت الدعوة بُنيت على مواقف شرعية

كانت بداية معرفته الحقيقية بالدعوة السلفية أثناء فترة دراسته بكلية الصيدلة جامعة الأزهر بالقاهرة، وتحديداً في العام الأول 2003م حيث كان منتظماً في الدراسة الشرعية والدعوة داخل الكلية، سائلاً الله أن يجزي جميع من ساعده علي ذلك خير الجزاء، وكان يسمع قبل ذلك عن الدعوة السلفية بالأسكندرية زعلمائها أثناء دراسته بالثانوية الأزهرية، هو الشيخ الدكتور محمود أمين مسئول الدعوة السلفية بمحافظة سوهاج، وعضو مجلس شوري الدعوة السلفية الذى جاورناه و عرفنا منه الكثير خلال هذا الحوار :.

فى البداية سألناه..كيف يتم اتخاذ القرارات في المحافظة؟
الدعوة السلفية بمحافظة سوهاج هي جزء من مؤسسة الدعوة السلفية وتدير شئونها بنفس الطريقة التي تدير بها الدعوة علي مستوي الجمهورية شئونها عن طريق الشوري واتخاذ القرارات بطريقة مؤسسية، فكل القرارات في المحافظة تتخذ عن طريق مجلس إدارة الدعوة بالمحافظة عن طريق الشوري، بالإضافة إلي أن هناك عدد من اللجان التابعة للدعوة بالمحافظة كلها تدار بطريقة مؤسسية.

• حدثنا عن الأنشطة التي تقوم بها الدعوة السلفية داخل محافظة سوهاج؟
هناك عدد من اللجان الموضوعة تبدأ باللجنة العلمية لما لها من أهمية كبري، تقوم بتنظيم دورات فكرية وشرعية، بجانب قيامها بترتيب مجموعات علمية علي مستوي المحافظة.

ما أهم الأعمال والأنشطة في الفترة الأخيرة؟
قامت الدعوة السلفية بعقد دورات فكرية عديدة في مسائل الإيمان والكفر، وشرح مناهج التغيير، وفقه المصالح والمفاسد، ضوابط فكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالإضافة إلي قيامنا بتنظيم العديد من الندوات الدعوية لقواعد الدعوة السلفية وحزب النور بالمحافظة، حول الرؤية الشرعية للأحداث وكيفية التعامل معها، مشيراً إلي أن كلآ من الدكتور محمد إبراهيم منصور عضو الهيئة العليا للحزب، والشيخ عادل نصر مسئول قطاع الصعيد، والدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والشيخ أحمد فريد عضو مجلس أمناء الدعوة وغيرهم ألقوا المحاضرات.

ماذا عن قطاع طلائع الدعوة السلفية بمحافظة سوهاج؟
يقوم قطاع الطلائع علي مستوي المحافظة بعقد دورات لحفظ القرآن الكريم خلال مواسم العام، كانت آخرها الدورة التي أنعقدت في أجازة نصف العام، وتهدف الدورات إلي تربية النشء علي المعاني العقدية الصحيحة والتعاليم الشرعية والآداب والسلوك ونحو ذلك عبر منهج تربوي متخصص، والدورات تقام في جميع مستويات المراكز والقري والنجوع، وقمنا بتكريم الفائزين في الدورات المختلفة.

وضح لنا عمل لجنة شئون القرآن؟
تعقد لجنة شئون القرآن دورات ومسابقات تشجع علي حفظ القرآن الكريم، آخرها “مسابقة القرآن وقطوف السنة” خلال أجازة نصف العام المنصرم، وكان عدد المتسابقين ألف متسابق، وكرمنا الأوائل في تلك المسابقة في حفل حضره المحافظ وقيادات تنفيذية وشعبية وحزبية بالمحافظة.

وماذا تقدم الدعوة السلفية لأبناء سوهاج؟
قدمنا العديد من القوافل الطبية المتنقلة، بجانب الرعاية الإجتماعية والخدمية للأسر الفقيرة ومساعدتهم عن طريق الجمعيات الخيرية التابعة للدعوة، وسنظل نساعد الشعب السوهاجي بكل ما أتينا بقوة.

لا يخفي علي أحد سوهاج من أكبر المحافظات التي يتواجد فيها الفكر القطبي كيف تواجهونه؟
بلاشك أن الصعيد عموماً والذي منه محافظة سوهاج يعاني من وجود بعض الأفكار المنحرفة والتي منها الفكر القضبي، والذي له بؤرة موجودة تحديداً في مركز طهطا، وهذا الأمر يرجع إلي غياب الفكر السليم وقلة من يدلو إلى منهج السلف، وكذلك غياب أهل العلم لفترة من الزمان حتي اذن الله عز وجل بإنتشار الدعوة السلفية في الصعيد وفي المحافظة حتي اصبح هناك تواجد سلفي ملحوظ في كل مراكز المحافظة والتي منها مركز طهطا، والعاملين بالدعوة هناك يقومون بجهد طيب جداً في تعليم الناس وتوعيتهم، بجانب عقد الدورات والدروس، لنشر الدعوة وفق المنهج السليم ورد الشبهات، فكل هذه وسائل لمواجهة هذه الأفكار المنحرفة.

هل هناك دورات علمية وفكرية لأبناء الدعوة؟
بالفعل هناك دورات منهجية وفكرية متخصصة حضرها عدد كبير من أبناء الدعوة السلفية بسوهاج، تناولت التأصيل الشرعي ورد الشبهات ووضع الضوابط خصوصاً فيما يتعلق بمسائل الأيمان والكفر، وفقه الجهاد، وفقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك.

هل الدعوة إلي الله مقتصرة علي ابناء الدعوة؟
بالطبع نعمل علي نشر الدعوة في قطاعات المجتمع المختلفة، والدعوة ليست حكراً لفئة معينة، فكلما انتشر المنهج السليم والفكر القويم الذي هو منهج أهل السنة والجماعة والصراط المستقيم الذي أمرنا الله بإتباعه كلما اندحرت البدعة وقل مناصروها.

الأفكار المنحرفة بالمحافظة سائدة أم لا؟
أحب أن أبشر بأن الأفكار المنحرفة بفضل الله ليست سائدة ومنتشرة في المحافظة، ولكنها موجودة في بؤر محددة وهي بلا شك تحتاج لجهد أكبر للتخلص منها تماماً.

لماذا حرم الصعيد وسوهاج خاصة قبل ثورة25 يناير من علماء ومشايخ الدعوة السلفية؟
حرمان الصعيد عموماً وسوهاج خصوصاً من العلماء السلفيين قبل الثورة كان جرماً عظيماً في حق ابناء الصعيد أن يحال بينهم وبين أهل العلم.

من يتحمل وزر ذلك؟
يتحمل هذا الوزر والجرم النظام القديم الذي كان يحكم القبضة الأمنية علي الصعيد، حيث كان يمنع وصول العلماء السلفيين لأي محافظة من بني سويف والفيوم حتي أسوان، وأذكر أنه لما توفي حما الشيخ الحويني”والد زوجته”، وأراد أن يأتي لسوهاج ولم يستطع أن يأتي إلا متخفياً، وذلك مع تشديد أمني علي أن لا يقدم بإعطاء أي دروس، وكذلك الشيخ ياسر برهامي والشيخ أحمد فريد وغيرهم لم يقدروا المجيء للمحافظة وقتئذ، وأحمل الوزر أيضاً للأفكار الخاطئة والمنحرفة التي كانت تتبني منهج العنف والصدام المسلح وتغييرالمنكر بالقوة دون اعتبار لقاعدة المفاسد والمصالح للشريعة الأسلامية، وبلا شك أن هذا كان له آثره في تنفير عموم الناس من الدعوة، وكانت سبباً في احكام القبضة الأمنية علي الصعيد.

كيف تري المشهد المصري الآن ؟
المشهد الذي نراه الآن يتطلب معالجة دقيقة لهذا الواقع، ويجب الآ نضيع أي فرصة للدخول في مصالحة، وفي نفس الوقت نحافظ علي الحقوق وعلي رد المظالم لأصحابها.

ما في جعبتكم لكيفية معالجة فض اعتصام رابعة؟
الذي حدث في فض رابعة كان مشهد ماسأوي ينكره كل مسلم يحب الله ورسوله ويريد الخير لهذه البلاد، وقد وقع ظلم، وقتل من لم يستحق القتل.
يطالب البعض بالقصاص لدم كل من قتل كيف تراها؟
ربما قد يصعب المطالبة بها الآن لأن الأمر يحتاج إلي بينات لمعرفة من قام بالقتل ومن باشر ومن أمر، خصوصاً مع اختلاف الروايات وعدم تحديد أعيان المرتكبين لأمثال هذه الواقعة، وأطالب بإجراء تحقيق فوري حول هذه الأحداث ومعرفة المرتكبين لهذه الاعتداءات.

هل هناك مخرج من الأزمة؟
يمكن الخروج مما نحن فيه الآن عن طريق قيام الدولة بدفع الديات كتعويض لمن قتلوا في هذه الأحداث وغيرها، وخيار القبول بالديات مخرج واقعي لعدم إهدار حقوق من ماتوا خصوصاً لان هناك احتمالية تعثر اقامة القصاص أوعدم امكانية ذلك.

من المستفيد شيخنا من إضعاف بلدنا الحبيب مصر؟
المستفيد من إضعاف بلدنا هم أعداء مصر في الداخل والخارج، الحريصين علي هدمها وتقسيمها بدءً من المشروع الغربي الذي يسرع وبقوة إلي إنشاء ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، والذي يعيد تشكيل خريطة الدول العربية بحيث تصبح دويلات صغيرة، عبر اشعال الاقتسام والاقتتال الداخلي بين طوائف المجتمع، كخطوة نحو الوصول إلي مشروع التقسيم، كذلك المستفيد من أعداء هذه البلاد من الداخل ممن لهم مطامع شخصية.

بما تنصح أبناء الدعوة الإسلامية عموماً؟
أنصحهم بأن يتزودوا بالعلم الشرعي، وأن يلتفوا حول علمائهم، وأن يعذروا ممن يريد أن يستخدمهم كأداة لتنفيذ مخططاتهم نحو تقسيم هذه البلاد، والرجوع إلي أهل العلم هو المخرج في ظل هذه الفتن كما أنه امر شرعى أمرنا الله به، وأحذرهم من نشر الشائعات وتصديق أي كلام يقال سواء عبر شاشات الفضائيات، أوعبر الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي.

وبما تنصح ابناء الدعوة السلفية؟
أنصحهم أن يثقوا في قيادة هذه الدعوة المباركة وأن يعلموا أن كل القرارات التي اتخذتها الدعوة كانت بناءً علي مواقف شرعية اصيلة، كانت سبباً في تقليل الفساد وحقن كثير من الدماء، وفي عصمة أبناء العمل الاسلامي، بل وفي عصمة هذه البلاد من الدخول في المسار الجزائري أو الليبي أو السوري.

ماذا تقول للمخالفين لآراء الدعوة؟
نقول لهم أن ينظروا بعين الأنصاف ولا يسمعوا باذن واحدة، وسيجدوا حينها أن الدعوة قد بذلت الوسع في انكار المنكر والتبرؤ من الظلم والتحذير من الفساد قبل وقوعه وتوجيه النصح إلي الجميع سواء العاملين من أصحاب الأتجاهات الاسلامية سواء من الاخوان والجماعة الإسلامية وغيرهم، أو توجيه النصح إلي قيادة الدولة والجيش والشرطة، وأن من قام بواجب النصح وبذل ما يستطيع لمنع الفساد والمنكر، فقد بذل وسعة”ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها”، وأوجه نصيحة أخري: فلنرجع إلي الوراء قليلاً ولنسأل أنفسنا ماذا لو استجاب المخالفون لنصيحة الدعوة السلفية، هل كنا سنكون في المشهد الذي نراه اليوم، والمبادارات التى خرجت من بعض “تحالف دعم الشرعية”، وعلي رأسهم حزب البناء والتنمية من تثمين الدعوة إلى التصالح وتأكيدهم علي نفس الموقف المتخذ سلفاً من الدعوة مع اختلاف الوقت والزمن.

واختتم بقوله: حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *