عندما يقول وزير الكهرباء والطاقة أنه يعاني من انقطاع التيار الكهربائي بمنزله، خضوعا لمنظومة عادلة لانقطاع التيار في بيوت المصريين على حد سواء وعندما يقول أن ترشيد استهلاك الكهرباء هو الحل العاجل والأسهل لأزمة الكهرباء، مضيفا أن عودة التوقيت الصيفي يساعد على هذا الترشيد , وعندما يقول أن الوزارة ستضع مجموعة من الضوابط لاستهلاك الكهرباء تمهيدا لعرضها على مجلس الوزراء، مشيرا إلى أن هناك ضوابط توضع حاليا لمشاريع تصنيع الطاقة من المصادر الجديدة “الشمسية والرياح والمخلفات , عندما يقول وزير الكهرباء كل هذه التصريحات ..لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في وزراء وقيادات تجلس في مقاعد السلطة واتخاذ القرار وتقول مثل هذا الكلام الذي لا يقدم حلا ولا يشفي غليلا ولا يقول جديدا في مشكلة هي أم المشاكل التي تعرقل نهضة هذا الوطن وتقدمه !!
ما يقوله كثيرون عن الوزير شاكر أنه من العالمين ببواطن الأمور في قضية الطاقة ومن خبراء الكهرباء وهو من رجال الأعمال والمستثمرين في هذا المجال , ومن يقولون ذلك هم خبراء مشهود لهم بالخبرة والكفاءة لكنهم مطرودون من رحمة السلطة والنظام , ومع ذلك نري ونسمع تصريحات الوزير عن أزمة الكهرباء والطاقة .. فالوزير الهمام سلك أقصر الطرق وبحث عن أسهل الحلول وقال ترشيد استخدام الكهرباء لشعب يعيش نصف يومه بدون كهرباء وضرب المثل بنفسه فبيته تنقطع عنه الكهرباء في إطار منظومة عادلة تأسيسا علي المثل الخطأ الذي يقول المساواة في الظلم عدل , لأن الحقيقة أن المساواة في الظلم ظلم لأنه موجود حيث لا يجب أن يوجد ظلم , ومع ذلك هذه إبداعات وتجليات وزير الكهرباء في وقت نحن أحوج ما نكون للعمل الجاد والتفكير من خارج الصندوق وليس من داخله كالعودة للتوقيت الصيفي لمدة شهرين علي الأكثر لأن شهر رمضان سيحل علينا في أول يوليو – كل عام وأنتم بخير – ثم نعود للتوقيت الشتوي وبعد رمضان للتوقيت الصيفي بقية فصل الصيف !! هل هناك إبداع أكثر من ذلك ؟!!
الوزير الهمام قال أيضا أن الوزارة تضع ضوابط لمشاريع تصنيع الطاقة من المصادر الجديدة كالشمس والمخلفات والرياح وهو يعلم أن الطاقة الشمسية تحتاج وقت طويل واستثمارات كبيرة وأن العالم لم يستفد منها بنسبة كبيرة حتى الآن رغم محاولاته منذ سنين بعيدة بما يعني أن عين الوزير ليست علي الأزمة التي تحاصر الوطن في استثماراته وتصنيعه واستخداماته العادية في حين يقول خبراء الكهرباء والطاقة أن ما يصرف علي الغاز والسولار والبترول اللازم لإنتاج الكهرباء يفوق ما يتم إنتاجه بالفعل بما يعني أن هناك فسادا كبيرا في منظومة الكهرباء والطاقة بسبب الإهمال في صيانة المحطات التي تخرج من الخدمة لأسباب فنية وبسبب السرقات المنظمة للكابلات وأعمدة الضغط العالي , وبسبب بقاء قيادات إخوانية تم تسكينها في فترات سابقة ضمن بروتوكول الفساد في النظام الأسبق والتمكين الذي حدث من النظام السابق !!
رئيس الوزراء ووزير الكهرباء ووزير البترول يكذبون علي الشعب فمنهم من يهون من حجم المشكلة ويقول سيمر الصيف بأمان مع انقطاع للكهرباء أوقات قصيرة جدا , ومنهم من يقول أن ساعات القطع ستتراوح من 3 إلي 6 ساعات يوميا , ومنهم من يقول أن المشكلة لن تحل قبل منتصف 2018 .. والناس تصرخ وتئن تحت وطأة المشكلة .. تتعطل مصالحهم ويفسد طعامهم وتهلك أجهزتهم ويتحول صيفهم إلي عذاب بين الحرارة الزائدة والظلام الدامس , ومازالت الحكومة تمارس التضليل فلا تقول الحقيقة ولا تبحث عن حلول , وإذا جاء حل خرج من الحكومة من يعترض مثل استخدام الفحم في مصانع الأسمنت التي تستهلك الجزء الأكبر من الطاقة المنتجة من كل محطاتنا ومن السد العالي , وكأن هناك من لا يريد حل المشكلة !!
مشكلة الطاقة والكهرباء تحتاج إلي قرارات حاسمة وتحتاج إلي رؤية واضحة وهل سيظل دعم الطاقة لمصانع الأسمنت ومصانع الأسمدة خصوصا تلك التي تصدر كل إنتاجها للخارج بالأسعار العالمية , وهل ستتخذ الحكومة إجراءات توقف الفساد في كل المنظومة وتبحث عن أفكار من خارج الصندوق أم نستعد لاستقبال الظلام والتكيف مع عصر ما قبل الكهرباء !! في كل الأحوال لابد من إجراء الجراحة قبل فوات الأوان.