نظرة تأمل :
كلما دخلت الى مواقع التواصل الإجتماعي خرجت بإنطباع انها اضحت بشأن الانتخابات الرئاسية منابر سب وقذف وتجريح المرشحين المحتملين الرئيسيين حتى الآن واجدني امام فريقين كل منهما يهاجم الآخر ويستخدم مفردات يعاقب عليها القانون رغم ان كلا المرشحين السيسي و صباحي من وجهة نظري غير متقاطعين على العكس انهما متكاملان وينطلقان من منابع فكرية واحدة ويمتلكان ادواتهما بحنكة ومهارة و لايمكن التشكيك في وطنية وانتماء كل منهما وكلاهما يعبر عن الشعب المصري لانهما يمتلكان رصيدا جماهيريا عاليا ونقطة الاختلاف بينهما ان احدهما من قلب مطبخ صنع القرار ولايمكن ان نعترض عليه لانه جاء من المؤسسة العسكرية لان هذه المؤسسة هي الاكثر إلتزاما وانضباطا ووطنية والآخر ظل طوال مشواره السياسي معارضا ولا يمكن ان نصادر حقه في ان يصبح حاكما امام هذا الشكل من الآداء السياسي الوطني يصبح افتعال تناقض بينهما امرا مستهجنا ومن يفعل ذلك لا يدرك انه يقدم لمن لايريدون خيرا لهذه الأمة في الداخل والخارج هدية على طبق من ذهب وقد اقترح صديق لي من عشاق مصر يكل ما تحمله كلمة عشق من معنى ان يصبح احدهما رئيسا ويكلف الآخر رئيسا للحكومة ورغم مثالية الإقتراح وصعوبة تنفيذه على ارض الواقع إلا أنه يؤكد فكرة التكامل بينهما و إن كنت أرى أنه حتى لو كان احدهما سيصبح يمثل المعارضة فإنها ستكون معارضة وطنية قوية .
الملاحظة الأخرى .. ان صراع الانتخابات بدأ قبل ان تبدأ لدرجة ان البعض يسبقون الاحداث بشكل مستفز معتقدين انهم يساهمون في الدعاية لهذا او ذاك والطريف اننا مازلنا في مرحلة سحب اوراق الترشح ولم تعلن اللجنة العليا الانتخابات قائمة المرشحين الذين سيخوضون سباق المرحلة الاولى من الانتخابات الرئاسية ولهذا يظل جميع الاسماء في دائرة الإحتمال ولهذا لا معنى لاي دعاية قبل ان يعلن اسماء المرشحين و هنا يقع الاعلام الخاص تحديدا في مأزق بدء الدعاية مبكرا ولست أدري هل هذا مقبول من الناحية القانونية ام لا ؟ عموما من الناحية السياسية إنه أمر مرفوض لانه يخل بمبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين المرشحين المحتملين من جهة و يوجه الرآي العام في اتجاه خاطئ من جهة أخرى .
الملحوظة الثالثة … تدور حول مهمة الاعلام الرسمي المملوك للدولة خلال فترة الانتخابات وهي مهمة في منتهى الحساسية لان تحيز اعلام الدولة لمرشح على حساب مرشح آخر يضع الوسيلة الاعلامية في موقف لاتحسد عليه ولفت نظري خبر ارجوا ان يكون غير صحيح وهو انه تم تخصيص وحدة إذاعة خارجية HD بخمس كاميرات لتغطية انشطة المشير عبد الفتاح السيسي وإن كنت أظن – من واقع خبراتي السابقة – ان التوجية اذا تم سيكون لكل المرشحين الذين سيستمرون حتى نهاية الانتخابات وليس لمرشح بعينه خاصة ان اتحاد الاذاعة والتليفزيون يمتلك امكانيات تغطية الأحداث الانتخابية بشكل عالي المستوى لكل المرشحين وسيتم ذلك وفقا لضوابط الدعاية الموضوعة من قبل اللجنة العليا للانتخابات ولهذا من الضروري ان يتم تشكيل لجنة لمتابعة وتقييم الآداء للقنوات الرسمية والخاصة خلال فترة الدعاية الانتخابية في المراحل المختلفة وحتى إعلان نتيجة الانتخابات لأن دور هذه اللجنة يضبط السلوك المهني لوسائل الاعلام من حيث الالتزام بضوابط العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين المرشحين كما يجب ان يكون لدى الاعلاميين دليل للسياسة التحريرية المتعلقة بالانتخابات يلتزمون به خاصة انه لايوجد حتى الان ميثاق متفق علية للشرف الإعلامي .