الإدارة المزاجية هى تلك الإدارة التى يتعامل بها بعض الموظفين الفشلة سواء كانوا في أعلى الهرم الإداري للمؤسسة أو كانوا في وسطه أو أسفله، وهؤلاء للأسف نوع خطير جداً من الموظفين الغير مؤهلين لتحمل المسئولية فمثل هؤلاء لا يوجد عندهم ميثاق شرف وظيفى ولذا فهم فشلة.
فمن منا لم يتعرض يوماً فى حياته لمثل هذه الأمور من حالات التخبط والفشل الإدارى نتيجة تقلبات المزاج سواء من بعض المسئولين أو الموظفين وربما كان ذلك سياسة إدارة بأكملها مثل إدارة شئون العاملين أو الشئون المالية والإدارية أو كذا أو كذا فى وزارة أو مؤسسة ما.
الكيل بمكيالين .. لطالما سمعت هذه الكلمة تتردد دائما بدون معرفة معناها الحقيقي، ولكن عندما أصبحت تعنيني وجب عليا معرفة معناها عندما تعرضت لها وشعرت بها، مما دفعني أن أكتب عن سياسة الكيل بمكيالين، وإزدواجية المعايير، والتمييز والتفرقة بين موظفي وأبناء المؤسسة الواحدة، وكلها سمة لأنظمة فاشلة وخطوة نحو الفشل المؤسسي.
لو أن من يعرض عن تطبيق أحكام النظام يعمم طرحه على الجميع دون تمييز .. لهان الأمر على المطالع والمتابع؛ من باب: الظلم بالسوية عدل في الرعية. أما أن يعطل النظام لمصلحة أناس دون آخرين: فذلك هو الكيل بمكيالين، وهو الأمر الذي أغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأغلظ من أجله على أسامة بن زيد رضي الله عنهما في قضية عين؛ معللاً غضبه الشديد بالخوف على أمته كلها من الوقوع فيما أهلك الأمم السابقة التي تكيل بمكيالين؛ في قوله عليه الصلاة والسلام (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد(.
فالموظفون في أي مؤسسة أو إدارة يتعين عليهم أن يستوعبوا جيداً المبادئ والضوابط العامة التي ينبغي أن تضبط سلوكهم الوظيفى سواء داخل الإدارة أو في علاقته مع أقرانه، هكذا هو ضبط الأمور، وهكذا يجب أن تدار المؤسسات والإدارات ممن أسند إليهم أمر تطبيق الأنظمة، وما دون ذلك يعتبر إخلالاً بالقواعد والضوابط التي ينبغي الإمتثال لها وإخلال بالواجب المهني، وبالتالى يختل النظام، وتختلف الموازين، وتتحقق إساءة استعمال السلطة الوظيفية، وكل ذلك محظور على الموظف الحكومي أياً كان موقعه.
وتبقى الإدارة القائمة على رأس هذه المؤسسات هي من يتحمل مسئولية تدني مستوى هؤلاء الإداريين وفشلهم الإدارى، لذا فإن متطلبات الرقي الإداري الحضاري تتطلب إعادة النظر بشكل سريع ومباشر في مثل هذه التصرفات الإدارية الصادرة عن أولئك الذين تحكمهم أمزجتهم وأهوائهم ونفسياتهم المريضة.