ذكر المستشرق جوستاف لوبون في كتاب “حضارة العرب” تأثير الفن الإسلامى على فنون الغرب ونجده فى كتابه يشيد بهذا التأثير، حتى ذهب إلى أن الأوروبيين في العصور الوسطى كانوا يستقدمون فنانين ومهندسين من العرب.
ولقد أثرت الفنون الإسلامية في فنون الغرب، وتعددت مظاهر التأثير فى الفنون بصفة عامة وفى العمارة بصفة خاصة, ونستطيع أن نرى أثر العمارة الإسلامية واضحا فى العمارة الإيطالية، فلقد أعجب الإيطاليون بظاهرة معمارية جميلة شاعت في القاهرة على عهد المماليك، وهي تبادل طبقت أفقية من أحجار قاتمة اللون مع أخرى زاهية وهو مايطلق عليه المشهَر أو الأبلق ولقد استخدموها في الواجهات المخططة في المباني الرخامية التي شيدت في بيزا وفلورنسا وجنوا وصقلية وفي غيرها من المدن الإيطالية .
كذلك نجد أن المعماريين الفرنسيين والإنجليز وغيرهم اقتبسوا من الفن الشرقي كثيرا من العناصر المعمارية المهمة والزخارف, فلقد أخذ رسامو أوروبا فكرة تزيين الاسقف بالصور الملونة، إلى درجة انهم نقلوا كتابات عربية زينوا بها الاسقف، رغم انها ذات طابع اسلامي، ونجد أن العمارة الاسلامية فرضت على عناصر العمارة المسيحية العديد من الظواهر مثل النوافذ المزدوجة، والعقود المنسوخة، والعقود الثلاثية الفتحات، ومثل الشرفات والكوابيل والأبراج، ومثل القباب المضلعة، ومثل الزخارف والمنحوتات الغائرة المتعددة الالوان، وغير ذلك من الاشكال والعناصر، وكانت الفكرة الزخرفية هي وحدها التي اوحت للفنان الاوربي منذ القر\ن الرابع الهجري فكرة الاقتباس من حروف العربية وتسجيلها بالحفر على تيجان الاعمدة.