بعد اسبوع من السجال حول احتمالات استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد للاسلحة الكيماوية ضد المناؤين له، أصدر البيت الأبيض أمس رسالة إلى زعماء مجلسي النواب والشيوخ الأميركي يقرّ فيها باستخدام نظام الاسد لهذا النوع من لاسلحة.
وتشير الرسالة إلى أن المخابرات الاميركية تعتقد، «بدرجات متفاوتة من الثقة،» أن قوات الاسد استخدمت، على نطاق ضيق، غاز السرين. وقالت كيتلين هايدين المتحدثة باسم مجلس الامن القومي «تشير اجهزتنا الاستخباراتية بدرجات متفاوتة من الثقة الى ان النظام السوري استخدم اسلحة كيماوية على نطاق ضيق في سوريا وبالتحديد عنصر السارين».
ولم تحدد الرسالة ان كانت الولايات المتحدة قد وصلت لعتبة التدخل في سوريا، داعية الى تحقيق اممي شامل في هذا الموضوع.
ياتي هذا التطور بعد اقل من ساعات عن اعلان القوات النظامية سيطرتها على بلدة العتيبة، القريبة من مطار دمشق الدولي، والتي يتهم ناشطو الثورة نظام الاسد باستخدام الاسلحة الكيماوية فيها.
وكانت استخدام الاسلحة الكيماوية قد اثار في الاسابيع الماضية الكثير من الشد والجذب في عواصم القرار العالمية، إذ اكدت لندن وباريس ان لديهما «ادلة كافية» لاستخدام السلاح الكيماوي في سوريا، ومن ثم جاءت اسرائيل لتؤكد هذه المزاعم ولتشير باصابع الاتهام لنظام الاسد بالوقوف وراء هذه الهجمات.
لكن هذه التصريحات اثارت غضب صناع القرار في واشنطن، ذاك ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد ربط التدخل الاميركي باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا عندما قال ان «الكيماوي خط احمر.» وطلبت واشنطن بالامس من حلفائها عدم التسريع في القفز الى النتائج قبل التدقيق في المعطيات لان ما ستخلفه هذه الادعاءت ستكون له اثار دولية لا تقتصر على سوريا او منطقة الشرق الاوسط.
واستبق وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل رسالة البيت الابيض باعلانه من ابو ظبي ان المخابرات الاميركية تعتقد أن نظام الاسد استخدم غاز السارين على نطاق محدود ضد مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة بحكومة الرئيس بشار الاسد.
إلى ذلك، قال الوزير البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر بيرت امس ان بلاده وحلفاءها «مستعدون تماما» للتعامل مع «تحديات» الأسلحة الكيماوية السورية ان قرر نظام الرئيس بشار الاسد استخدامها. وقال بيرت خلال مؤتمر صحافي في عمان «ندرك تماما خطر الأسلحة الكيماوية السورية، بريطانيا وشركاؤها يدرسون بكثير من التأني كيفية التعامل مع اي حادثة». واضاف «نواصل التأكيد للنظام السوري بأن هذا الخط يجب ألا يتجاوزه، العواقب خطيرة للغاية، لكن بريطانيا وشركاءها مستعدون تماما لمواجهة التحديات».
وتفتح تصريحات المسؤوليين الاميركيين ورسالة البيت الابيض باب التكهنات حول الخطوة المقبلة التي ستقوم بها الولايات المتحدة، وتبدو خيارات الولايات المتحدة منحصرة في أربعة اختيارات هي تسليم الملف للامم المتحدة كي يحقق في المزاعم، أو رفع مستوى الدعم العسكري للقوات الساعية لإسقاط نظام الاسد، أو اعلان حظر جوي على الشمال السوري دون موافقة من مجلس الامن، او توجيه ضربات «انتقائية» لبعض المواقع الحساسة في سوريا تشل القدرة العسكرية لنظام الاسد، واخيراً تشكيل تحالف يسعى لاسقاط النظام.
يشار الى ان المعارضة السورية تتهم نظام الاسد باستخدام الكيماوي في ثلاثة مواقع على الاقل هي خان العسل في محافظة حلب والعتيبة في محافظة ريف دمشق والرستن في محافظة حمص.
ويذكر ان الرئيس أوباما يستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني غدا في البيت الأبيض حيث من المتوقع ان تتصدر سوريا المحاور التي يبحثها الزعيمان