حين استرجع الماضي و اتأمل الحاضر ، أجد مصر قد أهملت على مدى عقود فكرة التنمية المؤسسية ؛ اللهم إلا المؤسسة العسكرية ؛ فلا طورت تعليم و لا بحث علمي و لا صحة و لا بيئة ، لا صناعة و لا زراعة أو تجارة أو تأمينات الى آخره … بما يتماشي و التطور العالمي حتى أصبحنا في ذيل الأمم في كل المجالات ، إلا في المؤسسة العسكرية التي إحتلت مركزا متقدما بين جيوش العالم ؛ و هذا فخر لكل مصري ؛ و كان ذلك لزاما على الدولة لحماية أمنها الخارجي ، خصوصا و هي دائما مطمع العدو و قد عانت فيما عانت من ذلك سنين عجاف ، و لهذا كان لتلك المؤسسة ؛ دونما إي إعتراض منا طبعا ؛ النصيب الأعظم في الميزانية للتعليم على أعلى مستوى مما يهئ لها أكبر فرص التدريب و أحدثها و نالت نصيب الأسد في البعثات الخارجية لمتابعة و ملاحقة التطور لم يبخل عليها في شئ حتى كانت ما كانت ، و كانت أمانينا أن تنال كل مؤسساتنا هذه العناية على تفاوت أهمية تلك المؤسسات بعضها عن بعض.
خلاصة القول ؛ شئنا أم أبينا ؛ علينا أن نقر بعظمة تلك المؤسسة و تفوقها محليا على ما سواها من مؤسسات كما تفوقها دوليا على مثيلاتها في أيام أعياد من من أهم أعياد مصر عيد تحرير جزء عزيز من أرضها ؛ أرض الفيروز ؛ و نقر بتفوقها في الكثير و الكثير من علوم الإدارة و القيادة بما لا يتوافر لأي جهة أخرى في مصر بمجال يجعلنا اليوم نعلن لها الإذعان في فترة ليست باليسيرة من تاريخنا المعاصر.