لن اعلق كثيرا على ماقال السيسي فكل ما قال نال إستحساني فأنا اتفق و رؤياه و لا إعتراض عندي على أغلب آرائه و قراراته ، و أهم ما يعنيني في هذا الحديث أني تأكدت بما لا يدع لدي مجالا للشك من أنه يفرق الحق من الباطل في وضوح تام للرؤية و بلا لبس ، لا خداع و لا مخادعة و أنه في حسم تام من أمره لا مجال معه لأنصاف الرؤى و الحلول و هذا في نظري أهم ما يميزه عن نظيره فيما يخص هذه المرحلة ، هو شخص حاسم قراره من رأسه لا يسهل التلاعب به أو التأثير عليه في غير قناعة و هو على وعي تام بما يجب و مالا يجب فلا تردد و لا تراجع ، هناك فرق كبير بين شخصيات رجال الدولة التي لجهلنا بها نصفها بأنها شخصية عسكرية و الشخصيات التي نطلق عليها وصف ” شخصيات سياسية ” و هي لا تعي أبعاد هذا الوصف لأننا نجدها تقف على أنصاف الحلول في وقت يستوجب الحسم كوقتنا هذا فقد كان والدي رحمه الله رجل سياسة و رجل دولة و كان يعرف متى يحسم لدفع ضرر عام و لطالما أدانه أعداءه و أعداء مصر لهذا ، أنا رأيت في السيسي بالأمس رجل الدولة الثابت الذي يعلم متى يكون الثبات و علام يكون ، أما إبراهيم عيسى ؛ الذي بدا لي مفرط الثقة في نفسه و قد استجمع كل حواسه و تربص بالضيف حتى جلس له كما نقول ” على الواحدة ” ؛ فلم يزعجني إطلاقا إعتراضه على بعض كلمات الرجل لأني على يقين فيما في قرارة نفسه من قناعة بكفاءة المرشح و ما يكنه له في نفسه و ضميره من تقدير و إحترام و ما يعتزم عليه ، إلا أنه بضمير و حرفية رجل الإعلام المحايد ذي المصداقية العالية ، كان لزاما عليه التعامل مع الرجل دون إبداء أيما تأييد أو إستحسان أو إغفال لنقد أو تعقيب قد يطرآن على ذهن المشاهد و لذلك فقد حرص على النقد و المواجهة لم يدخر جهدا لذلك و أنا أتفهم هذا و اتقبله جيدا و أراه صحي جدا و في صالح نزاهة العملية الديموقراطية.