الحكام نوعان، فأما الأول فقد تعدت آماله قدرات أمته، وأما الثانى فقد تعدت قدراته آمال أمته، وهكذا لم تتطابق الآمال والقدرات مرتين! فالأول استغنى بالجماهير عن المؤسسات وأما الثانى فقد استغنى بالمؤسسات عن الجماهير، وبقى علينا أن نقيم المؤسسات بالجماهير، هذا لأنهم نوعان.نوع يعيش بطلا ويموت بطلا حتي ولو مات علي جثة شعبه, ومن هذا النوع “هتلر” عاش بطلا في عيون انصارة, ومات علي جثة شعبه, ودخل التاريخ من أحقر أبوابه.ونوع يعيش بطلا ويأبى ان يموت بطلا حتى لايموت علي جثة شعبه, ومن هذا النوع “صلاح الدين”, عاش بطلا في عيون العالم كله, وأبي أن يموت بطلا , حتي لايموت علي جثه شعبه, ودخل التاريخ من أوسع أبوابه
ولكن يظهر لنا نوع ثالث عايشناه بعد ثورة يناير 2011، فقد تعدت آمال أمته قدراته واستغنى عن الجماهير والمؤسسات معاً، فكان أتعس الحاكمين، ضعيف يظن فى نفسه القوة، فلا هو واع فيستعين ولا هو قادر فيستعان، ولكن منطق النفاق صور لة انه زعيم من نوع جديد، وليس أخطر ما يؤدى إليه النفاق أنه يعصف بالضمائر والأخلاق، بل إنه يعصف أيضاً بالعقل والمنطق، وقد ألزم النفاق المنافقين امتهان العقل والبعد عن المنطق، وذلك ما حدث فى مصر طوال أكثر من عام وخلع على الحاكم ما ليس فيه، وأسقط عن الشعب ما هو منه، وتلك كانت سنتهم ولم يبدلوها!
يأتى فى مصر اليوم قبل انتخابات الرئيس على الساحة حوار محترم حول الماضى والحاضر و المستقبل ، وهو حوار لا بأس به ولا ضرر منه، إلا أنه لا يخلص من الطعن عليه، ذلك أنه أشبه «بسوق عكاظ»، حيث ترتفع الأصوات وتختلط، وتشتد حدة الهجوم والتناحر، حيث تسيطر العصبية فتكاد تختفى الموضوعية، حيث غاية القصد أن يعبر كل عن بعض نفسه، وأن يتنفث بعض غضبه وأن يستبقى شيئاً لنفسه .فكن حزر ياسيادة الرئيس القادم وحدد من انت من انواع الحكام