نظمت محافظة أسوان احتفالية كبري تحت رعاية المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية بمناسبة اليوبيل الذهبي لمرور 50 عاماً على تحويل مجرى نهر النيل عام 1964 والذي تزامن مع إنتهاء العمل في المرحلة الأولى لإنشاء السد العالي وذلك أمام رمز الصداقة المصرية الروسية بحضور محافظ أسوان مصطفي يسري و السفير الروسى سيرجي كيربيتشينكو و16 من الخبراء الروس الذين شاركوا فى بناء السد العالى وأيضاً عبد الحكيم جمال عبد الناصر , بجانب أسرة الراحل صدقى سليمان وزير السد العالى فى ذلك التوقيت , والدكتور حسين الشافعي مستشار وكالة الفضاء الروسية ، والدكتور منصور كباش رئيس جامعة أسوان والقيادات الأمنية والشعبية ، بالإضافة إلى لفيف من بناة السد العالي المصريين
وخلال الاحتفالية أكد محافظ أسوان علي أن الأحتفال باليوبيل الذهبى لتحويل مجرى نهر النيل يبعث برسالة سلام إلى العالم أجمع بأن مصر آمنه وقوية ، وأن شعبها مستمر في طريقه نحو بناء دولة مدنية حديثة يسودها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ليستكمل منجزاته علي طريق التقدم والرقي بين الأمم ، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تحتاج إلي استنهاض الهمم من خلال إعادة روح التحدي وصياغة المستحيل والتي تجسدت في بناء السد العالي الذي سيبقي نبراساً وعنواناً لهذه الإرادة والقدرة علي الإنجاز والإبهار جيلاً بعد جيل , وهو الذي أثبته الشعب المصري من خلال قيامه بثورتي 25 يناير و 30 يونيو ووقوفه صفاً واحداً لتحقيق مكتسبات واستحقاقات نابعة من مبادئ ثابته ,
وأشاد مصطفى يسرى بالدور الوطنى الذي قام به الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى مواجهة التحديات لبناء السد العالي ، وأيضاً الدور الريادي لدولة روسيا الصديقة في إنجاح هذا المشروع العملاق من خلال مساندة الزعيم الروسي الراحل نيكيتا خرشوف وأيضاً الدور الذي قام به المهندسين والفنيين الروس الذين قدموا الدعم الفنى والمساهمة بخبراتهم وعلمهم في بناء أعظم مشروع فى القرن العشرين ، الذى بنى على أكمل وجه ليظل نموذجاً للتلاحم وروح الفريق والصداقة المصرية الروسية, مؤكداً على أن الصداقة بين الشعوب هي الخالدة وفوق أي اعتبارات سياسية أو علاقات دبلوماسية أو رسمية ، مما يعكس عزمنا وإصرارنا علي مد جسور التآخي والصداقة بين مصر وروسيا شعباً وحكومة لمواصلة أوجه التعاون المثمر والبناء بما يصب في مصلحة البلدين
, ومن جانبه أوضح السفير الروسى فى كلمته بأنه كان هناك تبادل للتهاني بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لتحويل مجري النيل بين الرئيسين بوتين والمستشار عدلي منصور مما يعكس قوة العلاقة بين الشعبين الصديقين وهو الذي يتواكب مع مشاركتنا اليوم في هذه الاحتفالية وسط أجواء مفعمة من مشاعر المودة الطيبة ، مشيراً إلي أن السد العالي لن يكون أخر المشروعات المشتركة بين مصر وروسيا ولكن ستستمر الشراكة بين البلدين والتي شهدت مؤخراً انطلاق القمر الصناعي المصري ايجي سات ” بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية حيث يعد القمر الصناعي إحدي مجالات التعاون الروسي المصري ويأتي من ضمن المشروعات التي وقعتها الحكومة المصرية مع الحكومة الروسية وهو جاء نتاج عمل بين الخبراء المصريين والروس ليخدم هذا القمر الصناعي كل مجالات التنمية في مصر .. وأضاف سيرجي بأن هناك مزيد من التعاون بين البلدين المصري والروسي حيث أننا ننظر بكل حرص إلي مستقبل قريب بين مصر وروسيا ، وأن الصداقة بين الشعبين خالدة منذ أن تم بناء السد العالي بقيادة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الحكومة الروسية إنذاك نيكيتا خرشوف ، موضحاً بأنه بالنسبة للسياحة الروسية لم تتوقف علي الإطلاق وسيكون هناك سياحة روسية ومن مختلف دول العالم فور عودة الأمن والطمأنية بشكل تام
، وقدم شكره علي حفاوة الاستقبال من محافظ أسوان والمسئولين بالمحافظة , وخلال الإحتفالية قام محافظ أسوان بتكريم الخبراء الروس منهم خبير الطاقة العالمي شيتانوف فلاديمير والمهندس يوري أميلتشينكو صاحب تصميم رمز الصداقة المصرية الروسية الذي تم إنشاؤه في عام 1974 , كما كرم 2 من بناة السد العالى المصريين وهما آدم محمد آدم كبير الفنيين لأعمال الحقن و المهدى شاكر محمد كبير الفنيين للشئون الميكانيكية , علاوة علي 8 من قيادات الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان وشركة المحطات المائية لإنتاج الكهرباء ، فيما شهدت الإحتفالية افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية تجسد مراحل إنشاء السد العالي كما تم عرض فيلم تسجيلي وثائقي تم فيه إبراز الافتتاح الأسطوري لتحويل مجري نهر النيل في عام 1964 ، وأختتمت الإحتفالية بتقديم عروض فنية فلكلورية تعكس الموروثات الثقافية الأسوانية والنوبية .