ما كانت تحية السيسي لمرسي إلا إخلاصا للقسم و ما كان عزله لمرسي إلا إخلاصا للقسم لمن لا يفهمون
نحن نعاني في مصر من مرض عضال لم أشهده في دولة من قبل و هو التقليد الأعمى فما أن يظهر زي جديد إلا و تجد الكل على غير وعي و لا ذوق على ذات الزي لا راعيين في ذلك ما يليق و ما لا يليق و أخذت مصر على مر العصور تبدل زيا بزي حتى أضاعت هويتها و لم نعد نعرف لنا زيا قوميا ، و كذا المفردات و الكلمات فما أن يتفوه أحدهم بكلمة أو عبارة حتى تصبح على لسان الكل يرددها دون وعي و ما أكثر ما يقال هذه الأيام و ما أكثر ما يردد دون وعي ، فما أن قال حمدين كنت أناضل ضد مرسي ؛ و لا أدري أين كان نضاله ضد مرسي في الحقيقة و لم أره و الواضح لي أن كلمة نضال هذه من الكلمات التي أصبحت تردد هي الأخرى دون وعي حتى فقدت معناها ؛ و كان السيسي يضرب له سلاما ! و استطرد قائلا مع إحترامي لهذا فهذا بحكم عمله ! و لما كان حمدين يعلم أن هذا بحكم عمله و أنه وضع طبيعي و أنه لا لوم عليه إن فعل بل العكس ألا يفعل ما الداعي إذا للإشارة إليه و كأنه شائنة يشين بها الرجل و قد امسك عليه ذلة و خطأ إلا لهدف في نفس حمدين ! و هو الغمز و اللمز و التلميح و التشكيك في مشروعية الفعل ،، حتى أصبحت الآن العبارة الأشهر في حربهم ضد السيسي يرددها الإعلام و الإعلاميون و كأن حمدين على حق و كأنه كان على السيسي ان يأبى تحية رئيس الجمهورية و القائد الأعلى للقوات المسلحة فور تقلده مهام وزارة الحربية ، و هنا أريد أن أطرح سؤالا الم يأت مرسي بإرادة ثلاثة عشر ملايين مصري ارتضوا به رئيسا ؟ أكان على السيسي أن يقف ضد إرادة الشعب ؟ لقد احترم قائد الجيش المصري إرادة المصريين في الحالتين حين قبل مرسي و حين رفض مرسي ، فقد قبله بإرادة الشعب و رفضه بإرادة الشعب ، و هذا يثبت حسن نوايا الرجل إذ أطاع الرئيس ما ظل الرئيس على عهده و إخلاصه لمصر و شعبها و رضت عنه مصر و شعبها ، و ابى ما خان الرئيس مصر و شعبها و سخطت عليه مصر و شعبها ، و لم يكن مبيتا النية في هذه أو تلك فهو خادم لمصر و لشعبها ، أمين على إرادته و مصالحه ، حافظ عهده و يمينه الذي أقسم عليه و هو يتقلد منصبه وزيرا للحربية لم يخنه يوما ، أفي ذلك لوم ! و لهؤلاء أقول قوله تعالى ” و ما كان إستغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ” و ما كانت تحية السيسي لمرسي إلا عن موعدة وعدها إياكم و أقسم عليها أن يحمي مصر و يحميكم و يحمي إرادتكم فلما تبين له أن مرسي عدو لمصر و لكم خائن و انكم تبرأتم منه تبرأ منه و عزله و هذا و الله قمة الإخلاص.