السـيدات والســـادة ..
ــ شعب مصـر العظيم ..
يشهد وطننا الحبيب غداً وبعد غدٍ يومين جديدين من أيام ملحمة الديمقراطية الوطنية.. من أجل مستقبل أفضل لمصر.. وغد مشرق لأبنائها.
ستُعقد الانتخابات الرئاسية .. الاستحقاق الرئيسى الثانى.. لخارطة مستقبل هذا الوطن.. التى صاغتها القوى الوطنية فى الثالث من يوليو 2013.. والتى أثق أننا سنتمكن من اِنجازها.. بعون من الله وتوفيقه.
لقد قام هذا الشعب العظيم فى 25 يناير و30 يونيو بثورتين مجيدتين.. رفع فيهما راية الحق والعدل.. الحق فى عيش كريم.. وحريات مصانة.. وعدالة اجتماعية محققة.
ضرب هذا الشعب للعالم بأسره.. مثلا يحتذى فى معانى الوطنية والوحدة.. والدفاع عن قيم إنسانية نبيلة.. والمطالبة بحقوق مشروعة.. طالما تم إهدارها.. وذهبت لمن لا يستحق.. لقد أثبت هذا الشعب وعيا سياسيا.. ونضجا ديمقراطيا.. يتناسب مع عراقة هذا البلد وعظمة تاريخه.. وسجل كفاحه وانتصاراته.
أبناء الشعب المصرى العظيم.. ها أنتم تشهدون ثمار كفاحكم الوطنى.. عملكم الشريف.. وجهدكم المخلص.. لتهنأ أرواح شهدائنا.. ولتنعم فى علياء الجنان.. فنحن على العهد محافظون.. وعلى درب الوحدة سائرون.. أنجزنا دستورنا الجديد.. وسننجز بإذن الله.. كافة استحقاقات خارطة مستقبلنا.
-الإخوة والأخوات ..
إن مؤسسات الدولة الرسمية.. وفى القلب منها.. مؤسسة الرئاسة المصرية.. تقف على مسافات متساوية من مرشحى الرئاسة المصرية.. ولم ولن توجه مواطنا أو مواطنة لاختيار معين.. وإنما نحرص جميعا على تأمين مشاركة شعبية واسعة.. تعمق معانى الديمقراطية.. وتثرى العملية السياسية فى مصر.. وتتناسب مع حجم التضحيات والتطلعات.. التى قدمها وطالب بها الشعب المصرى فى ثورتيه العظيمتين.
لقد ضرب شعبنا العظيم مثالا فى التحضر والوعى السياسى.. وهذا المسلك الذى سلكه شعبنا الأبى.. وإن كان الأصعب.. إلا أنه المسار الصحيح.. الذى سيكتمل بإذن الله.. وسيتوج بالنجاح.. لتبدأ مرحلة جديدة من عمر هذه الأمة.. مرحلة البناء والتمكين.. التى تتطلب عملا جادا.. دؤوبا متواصلا.. يحقق الصورة التى رسمناها لوطننا.. بمداد ثورتينا.. دماء شهدائنا.. وعرق شبابنا.. ودموع الأمهات المصريات.
ـ الإخوة والأخوات ..
إن الديمقراطية.. عملية مستمرة متطورة.. لا يمكن بأى حال من الأحوال.. أن يتم اختزالها اختزالا مخلا.. فى إسقاط أنظمة الظلم والاستبداد.. وإنما يتعين أن تتطور وتنضج.. ليجنى الشعب ثمارها.. من خلال اختيار حر.. واع ومسئول.. لمن سيمثل رأس السلطة فى هذا البلد.. رئيس مصر القادم.. بكل ما تحوزه هذه الدولة من عظمة تاريخها وسمو حضارتها.. وبكل ما تواجهه من مشكلات حالية.. وبكل ما تتطلبه من استراتيجيات لبناء مستقبلها.
فهلموا بنا نكمل البنيان.. نعمق معانى المشاركة السياسية .. ليس فقط بالتعبير عن آرائنا بحرية.. تأييداً أو معارضةً.. ولكن أيضا من خلال أصواتنا.. التى يتعين أن ندلى بها.. فهى أمانة ومسئولية.. أردناها لأنفسنا.. تحقيقا لديمقراطية طالما نشدناها.. فليكن كل منا فاعلا فى وطنه.. مشاركا ومؤثرا فى مستقبله.. فمن يعزف عن المشاركة فى الحياة السياسية.. سيكون عرضة لأن يُحكَم بمن لا يرعى مصالحه.
لننزل جميعا غداً وبعد غدٍ.. لنعبر عن خيارنا الحر.. لنختار
ــ دون توجيه أو إملاء ــ من نثق ونقتنع بقدرته على بناء وإدارة الدولة.. أيا كان هو.. لنحكم عقولنا.. ولنستفت قلوبنا.. ونتوكل على الله.. إنه نعم المولى ونعم النصير.
لقد كانت سعادتى غامرة.. وأنا أتابع أبناء الوطن فى الخارج.. وحرصهم على الإدلاء بأصواتهم أكثر من أى وقت مضى فى تاريخنا المعاصر.. فشكراً لهم.. فقد أدوا الأمانة تجاه وطنهم الأم.. ولم يتخلوا عنه وقت الحاجة.. وأثق أن عطاءهم سيستمر فى مرحلة البناء المقبلة.
إن كل مصرى ومصرية.. كل شاب وشابة.. كل أب وأم.. مدعوون جميعاً.. إلى الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية.. للمساهمة فى صياغة مستقبل هذا الوطن.. فى تشييد بنائه الديمقراطى.. وإقامة قواعد حكمه.. على أسس من العدالة والمساواة.. والحقوق المشروعة للجميع.. ولنبرهن لأنفسنا وللعالم.. أن ما شهدته مصر .. لم يكن فورة مؤقتة.. استهدفت إسقاط نظام مستبد أو فاشل.. وإنما هى ثورة شعبية.. ناضجة ومكتملة.. تستهدف النجاح والبناء.
حفظ اللــه مصر، ووفق أبناءها للعمل على رفعتها، ومــنّ عليهــا بالأمــن والرخاء.
والسلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته،