( أينَ نَحْنُ مِن هؤُلاء ؟!! )
* روى الخطيبُ البغداديُّ في ترجمة القاضي (أبي بكر مُوسى بنِ إسحاق الخطمي) قال :
” جاءت امرأةٌ تَدَّعي أنّ لها على زوجِها خَمْسَمِئَةِ دينارٍ مهرًا ، فأنكر الزوجُ ذلك ، فقال له القاضي : هل معك شهود ؟. فقال الزوجُ : نعم . فدخل شاهدٌ منهم ، وقالوا للزوجة : قومِي . فقال الزوج : ماذا ستفعل ؟ فقال القاضي : سينظرُ الشاهد لزوجتِك وهي كاشفةٌ وجهَها ليتعرّفَ عليها . فقال الزوج : فإنِّي أُشهِدُ القاضي أنّ لها عليّ المهرَ الذي تَدَّعِيه ، ولكن لا تكشفُ عن وجهِها ، فردّت الزوجةُ قائلة : فإني أُشهِدُ القاضي أنِّي وهبتُ له هذا المهرَ ، وقد أبرأتُه منه في الدنيا والآخرة … فقال القاضي (أبو موسى) : يُكتب هذا في مكارِمِ الأخلاق “(1) .
* أرأيتَ يا أخي كيف كانت الغَيْرَة ، وكيف كان دينُهم ، يرفضُ الرجلُ أن تكشفَ زوجتُه عن وجهِها غَيْرَةً عليها ، بالرغم مِن أنّها هي التي رفعت عليه الدعوى عند القاضي ، واتهمتْه بعدم إعطائِها مهرَها ، ثم لمّا تعلمُ الزوجةُ بهذا الأمر ، وكيف يغارُ عليها زوجُها تتنازل عن مهرِها كامِلاً ! ! !