حينما كنت في مدرستي في المرحلة الإبتدائية وتحين حصة الإملاء وابدأ في حمل قلمي لأسطر الصفحة بالكلمات التي تمليها عليَّ معلمتي لكي أكتبها’ فكنت أشعر بالسعادة حينما يعلو صوتها وتقول ” نقطة ومن أول السطر ” فكنت أشعر وقتها أن خوفي ورهبتي من أن يكون ما سبق لي كتابته فيه شئ من الخطأ ومن ثم ابدأ السطر اللتالي وأعيد الكتابة من جديد وينتهي قلقي من أخطائي في السطر القديم ولا يعني هذا عدم إلتفاتي اليه فكل خطأ .وقعت فيه كان بداية تعلمي لكلمة جديدة ’ تضيف لحصيلتي اللغوية الكثير
تذكرت هذا المعني أمس وأنا أشهد إحتفالات الأهالي في الضواحي والدورب والشوارع والميادين احتفالا بفوز المشير عبدالفتاح السيسي بحكم مصر وشاهدت الفرحة في عيونهم أمواجا تفيض وأصواتهم وهي رعودا تتغني بأغنيتي تسلم الايادي وبشره خير ولمحت أيضا بأعيني احباطات البعض في الشوارع وعلي شبكات التواصل الاجتماعي لإبطال فرحة المصريين فتذكرت أنني عندما كنت أسطر السطور بكلماتي كانت تتساقط بينها بعض نقاط الحبر التي لا تفسد جمال الورقة .فطفت بفكري وما لبثت إلي أن وجدت نفسي أحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي وأخبره ان رقص الناس في الشوارع يجب أن يلقي في قلبه الخوف الايجابي , فالحب والثقة لهما أثمان مدفوعة وقد تتوافر الرغبة في الدفع لكن تأبي الظروف والاحباط والكراهية في قلوب البعض ’والناس في الشوارع قلوبا نابضه بالأمل أو عقول نابضة نفذت منها كل الطاقة اللازمة لهذا أو ذاك فقط عليك سيدي أن تخاف من فرحة الناس وحزنهم أيضا ولم يمض الكثير حتي وجدت نفسي أحدث الشعب قائلا : من كان يعبد مرشحا بعينه فقد خسر و فاز : فالفوز في هذه الحالة خسارة للحياة الشخصية وراحة البال والخسارة فوز للسنين القادمة من العمر وها .انا ذا أطوي صفحات الماضي وابدأ من جديد وأكتبها في بداية السطر عصر جديد لمصر سيكون سعيد في رحاب رئيسها الجديد المشير عبدالفتاح السيسي رئيس بعون الله قدير