يا حكامنا انتم في حاجة الي علماء كهؤلاء وان تقتضوا بحكام كهارون الرشيد و عمر بن عبد العزيز و تعالو لنعيش في رمضان جو الروحنيات السياسية العظيمة باخلاق الحكام و العلماء قال الفضيل بن الربيع حج امير المؤمني الرشيد فأتاني فخرجت مسرعا فقلت يا امير المؤمنين لو ارسلت الي اتيتك فقال ويحك قد حك في نفسي شي فنظر لي رجلا اسألة فقلت ها هنا سفيان بن عيينة فقال امض بنا الية فأتيناه فقرعت الباب فقل من ذا ؟ فقلت اجب امير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا امير المؤمنين لو ارسلت الي اتيتك فقال له خذ بما جئناك له رحمك الله فحدثة ساعة ثم قال له عليك دين ؟ فقال نعم فقال ابا عباس اقض دينة فلما خرجنا قال ما اغني عني صاحبك شي انظر لي رجلا اسأله فقالت له ها هنا عبد الرازق بن همام فقال امض بنا الية فأتينهاه فقرعت الباب فقال من هذا ؟ قلت اجب امير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا امير المؤمنين لو ارسلت الي اتيتك قال خذ لما جئناك له فحادثة ساعة ثم قال له عليك دين ؟ قال نعم قال ابا العباس اقضي دينه فلما خرجنا قال ما اغني صاحبك شئ انظر لي رجل اسأله قلت ها هنا الخضي بن عياض قال امض بنا الية فأتيناه فأذا هو قائم يصلي يتلوا ايه من ايات الله يرددها فقال اقرع الباب فقرعت الباب فقال من هذا ؟ فقلت اجد امير المؤمنين فقال مالي و امير المؤمنين ؟ فقلت سبحان الله اما عليك طاعة ؟ اليس قد روي عن النبي صلي الله علية و سلم ان قال (لاينبغي للمؤمن ان يذل نفسة) فنزل و فتح الباب ثم ارتقي الي الغرفة فأطفاء المصباح ثم اتجة الي زاوية من زوايا البيت فدخلنا فجعلنا نجول علية بأيدينا فسبقت كف هارون قبلي الية فقال يا لها من كف ما الينها ان نجت غدا من عذاب الله عز و جل فقلت في نفسي ليكلمنة الليلة بكلام تقي من قلب تقي فقال له خذ لما جئناك له رحمك الله فقال ان عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله و محمد بن كعب القرظي و رجاء بن حيوة فال لهم اني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء و عدتتها انت و اصحابك نعمه فقال له سالم بن عبد اللع ان اردت النجاع غدا من عذاب الله فصم عن الدنيا و ليكن افطارك من الموت و قال له محمد بن كعب القرظي ان اردت النجاه من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عنك ابا و اوسطهم عندك اخا و اصغرهم عنك ولدا فوقر اباك و اكرم اخاك و تحنن علي ولدك و قال له رجاء بن حلوه اذا اردت النجاه إذا من عذاب الله عز و جل فأحب المسلمين ما تحب لنفسك و اكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت اذا شئت و اني اقول لك اني اخاف عليك اشد الخوف يوم تذل فيه الاقدام فهل معك رحمك الله من يشير عليك بمثل هذا ؟ فبكي هارون الرشيد بكاء شديد حتي غشي عليه فقلت له ارفق بأمير المؤمنين فقال يابن ام الربيع فقتله انت وصاحبك و ارفق به انا ؟ ثم افاق هارون الرشيد فقاله زدني رحمك الله فقال يا امير المؤمنين بلغني ان عاملا لعمر بن عبد العزيز شكي اليه فكتب الية عمر يا اخي اذكرك طول اهل النار في النار مع خلود الابد و اياك ان ينصرف بك من عند الله فيكون اخر العهد و انقطاع الرجاء قال فلما قراء الكتاب طوي البلاد حتي قدم علي عمر بن عبد العزيز فقال له ما اقدمك ؟ قال خلعت قلبي بكتابك لا اعود الي ولايه ابدا حتي القي الله عز وجل قال فبكي هارون الرشيد بكاء شديد قال له زدني رحمك الله فال امير المؤمنين ان العباس عم المصطفي صلي الله عليه وسلم جاء النبي صلي الله علية و سلم فقال يا رسول الله امرني علي اماره فقال له النبي ان الاماره حصره و ندامه يوم القيامه فأن استطعت الا تكون اميرا فافعل فبكي هارون الرشيد بكاء شديد و قال الله زدني رحمك الله فقال ياحسن الوجه ان الذي يسألك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامه فأن استطعت ان تقي هذا الوجه من النار فافعل و اياك ان تصبح و تمسي و في قلبك غش لاحد من رعيتك فان النبي صلي الله عليه و سلم قال من اصبح لهم هاشا لم يري رائحه الجنه فبكي هارون وقال له عليك دين ؟ قال نعم لربي يحاسبني علية فالويل لي ان سألني و الويل لي ان ناقشني و الويل لي ان لم الهم حجتي قال انما اعني دين العباد قال ان ربي لم يأمرني بهذا امر ربي ان اوحده و اطيع امره فقال و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون ما اريد منهم من رزق و ما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوه المتين فقال له هذه الف دينار خذها فانفقها علي عيالك و تقوي بها علي عبادتك فقال سبحان الله انا ادلك علي طريق النجاه وانت تكافئني بمثل هذا ؟ سلمك الله ووفقك ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما صرنا علي الباب قال هارون انا العباس اذا دللتني علي رجل فدلني علي مثل هذا هذا سيد المسلمين فدخلت عليه امرأه من نسائه فقالت يا هذا قد تري ما نحن فيه من ضيق الحال فلو قبلت هذا المال فتفرجنا به فال لها مثلي و مثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبة فلما كبر نحروه فأكلو لحمه فلما سمع هارون هذا الكلام قال ندخل فعسي ان يقبل المال فلما علم الخضير خرج فجلس علي السطح علي باب الغرفة فجاء هارون فجلس الي جنبة فجعل يكلمه فلا يجيبة فبينما نحن كذلك اذ خرجت جارية فقالت يا هذا قد اذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف رحمك الله فانصرفنا و السؤال اين علماء الامه الذين يذهبون اليهم الحكام في هذا الزمان الذي نحن في حاجة الي حاكم مثل هارون الرشيد و عالم مثل الفضيل بن عياض