السؤال الكبير يجد له أجابة أخيرا،كنا نتسائل حتى البارحة هل ستقرر المعارضة خوض الأنتخابات أم ستقاطعها.
واليوم نجد جوابا لهذا السؤال قررت جبهة الأنقاذ الوطنى مقاطعة الأنتخابات،أمر مقبول وقرار يحترم حتى مع أختلاف وجهات النظر ،السياسة دائما لا تعرف نتائجها الا لاحقا أما أن تدرك أن ما فعلته هو الصواب أو ما فعلته هو الخطأ بعينه.
يقول هتلر عن الحرب أنها أشبه ب باب تفتحه على غرفة مظلمة لا تعرف ماذا ستجد بالداخل،هكذا السياسة ومناوراتها هى حرب بلا أسلحة سوى الأسلحة الفكرية والدبلوماسية وكيفية أستخدام الأوراق المتاحة للضغط.
كنا فى المدرسة خصوصا فى مادة التاريخ يدرسون لنا أن لكل شئ أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة أسباب ظاهرية وأسباب خفية،السبب الظاهرى للمقاطعة لما ورد عن جبهة الأنقاذ لعدم الموافقة على الشروط الخمس لجبهة الانقاذ التى من شأنها تؤكد وتفعل نزاهة الأنتخابات والسبب الأخر هو أنهم لن يقسموا على دستور مشوه باطل،ولكن ما السبب الخفى يا ترى أعتقد أن جبهة الأنقاذ دار فى الحوار أذا خضنا الأنتخابات من الممكن أن نخسر تعاطف المتظاهرين والحركات الثورية ومن يؤيدون الجبهة نظرا لعدم الرضوخ لمطالبهم وبذالك قرارهم لن يمثل الفئة الشعبية المعارضة المتظاهرة فى الشوارع فتفقد الجبهو مصداقيتها وشرعيتها بين المتظاهرين ،بالاضافة الى أن خوضهم الأنتخابات بالطبع سيعطى شرعية للأنتخابات فأذا خسروا المعركة ولم يأتوا بالأغلبية البرلمانية سيكونوا قد خسروا كل شئ الشارع والبرلمان،هذا ما أعتقد ما فكرت به جبهة الأنقاذ وخشت حدوثه لذالك قررت التضحية بالانتخابات والمقاعد وعدم المجازفة .
ولكن السؤال الأن ما خطتكم للمقاطعة لأن أيضا أن لم تنجح فى تفعيل المقاطعة ونجحت العملية الأنتخابية التى سيخوضها الأسلام السياسى منفردا فى جمع نسبة تصويت عالية والاسلاميون قادرون جدا على الحشد سيكون أيضا فشل للمعارضة ،أذا كنتم بالفعل تحترمون من بجانبكم وتحترمون شعبيتكم عليكم الأن فى تفعيل المقاطعة أنزل بين الناس أنشر الوعى وضح رأيك برر موقفك ،لا تعكفوا على الشاشات والغرف المكيفة .
والا ستكونون قد فشلتم مرتين فى أن واحد فشل قراركم وفشل تأثيركم على الشارع والوصول اليه.
تحركوا أن أردتم النجاح ولو لمرة.