أ ش أ
حذرت صحيفتا “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” الأمريكيتان اليوم الإثنين من تداعيات التصعيد في المواقف بين سوريا وإسرائيل على استقرار المنطقة وعلى ثورة الشعب السوري، وذلك على ضوء تصريحات الحكومة السورية الأخيرة بأن “جميع الخيارات مفتوحة”، ردا منها على الغارات التي شنتها إسرائيل على أراضيها.
فمن جانبها رأت صحيفة “نيويورك تايمز” – في تحليل إخباري أوردته على موقعها على شبكة
الإنترنت – أن قرار الحكومة السورية بإدانة إسرائيل علانية على هجماتها الجوية تركها أمام خيارين” كل منهما أسوأ من الآخر” إما بالرد عسكريا وتحمل عواقب مغامرة مثل هذه أو بالإحجام عن الرد العسكري لتزداد ضعفا وعجزا في أعين دول العالم ونفاقا في أعين أنصارها وخصومها على حد سواء.
ونسبت الصحيفة للمحللين قولهم: من المستبعد أن تتحرك سوريا، الغارقة في حربها الداخلية، أو جماعة حزب الله اللبنانية – التي تكرس قواتها حاليا لمساعدة قوات النظام السوري لقمع الثورة في بلاده – ضد إسرائيل، ولكن قد يلجأ الرئيس السوري بشار الأسد إلى شن هجمات سرية على أهداف إسرائيلية في الخارج عوضا عن التحرك العسكري المباشر”.
كما حذر المحللون بالقول: أي خطوات غير محسوبة من كلا الجانبين، السوري والإسرائيلي، ستكبد المنطقة الكثير والتصعيدات العسكرية ستكون خارجة عن سيطرة الجميع”.
ودللت الصحيفة على ذلك بالإشارة إلى ما تناوله مسئولون أمريكيون وغربيون من أن: “الغارات
الإسرائيلية على الأراضى السورية أثارت جدلا واسعا داخل دوائر صنع القرار في واشنطن بشأن ما إذا كان من الأفضل على الصعيد اللوجيسيتي – أن تقوم واشنطن هى الأخرى بشن غارات جوية – تستهدف تقويض قدرة الرئيس الأسد على قمع الثوار في بلاده أو استخدام ترسانته من الأسلحة الكميائية”.
بدورها، وفي السياق ذاته، رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الغارات الإسرائيلية على سوريا من شأنها تعقيد المعطيات السياسية للثورة السورية المستمرة منذ عامين، وتوريط المزيد من الأطراف الإقليمية سواء الداعمة للثوار أو للرئيس الأسد.
وأوضحت الصحيفة ذلك بقولها: “إنه في الوقت الذي سارعت فيه إيران- أكبر المساندين لنظام
الأسد- أمس الأحد إلى التحذير من مغبة الهجمات الإسرائيلية على استقرار المنطقة برمتها، وقفت مختلف جماعات المعارضة السورية عاجزة عن إيجاد رد مناسب على الهجوم الإسرائيلي الذي قد يكون خدم مصالحها من الناحية اللوجيستية لكنه يظل هجوما من كيان معاد لبلادهم “.
واختتمت الواشنطن بوست قائلة:” لا يليق بقوة عظمى مثل الولايات المتحدة أن تسمح لإسرائيل
– الصغيرة حجما وشعبا – أن تتولى مجابهة حلفاء إيران في المنطقة عوضا عنها”.