إنتشرت القمامة داخل قصر ثقافة بلبيس بشكل كبير علي الرغم من تصريحات الدكتور سعيد عبد العزيز عثمان محافظ الشرقية بالقيام بحملات نظافة مستمرة والتعاقد مع شركات خاصة لتدوير القمامة والاستفادة منها إلا إن المشكلة بدأت تتفاقم يوما بعد أخر ولا يجد لها الأهالى البسطاء حلا .
قصر ثقافة بلبيس بمحافظة الشرقية هو المكان الوحيد بمركز بلبيس الذى يهتم بالشباب والمواهب سواء كان أدبياً أو فنياً أو ثقافياً، حيث كان يوجد به مكتبة كبيرة تضم العديد من الكتب الثقافية والعلمية، وكان لها روادها
بالإضافة إلى مسرح كبير شهد العديد من العروض المسرحية والغنائية والفنية والموسيقية والأدبية، حيث كان يقام عليه مهرجانات وأمسيات شعرية على مستوى الجمهورية وأيضاً فرقة مسرحية متميزة وناد أدبى وفرقة الموسيقى العربية، وكان قصر الثقافة يعتبر بمثابة معمل تفريخ للمواهب فى جميع المجالات الفنية والأدبية وكانت لبلبيس مكانة كبيرة فى المجال على مستوى إقليم شرق الدلتا، ولكن فى عام 1999 دخل القصر مرحلة التجديد والتحديث لكى يليق باسم مدينة بلبيس ومنذ هذا التاريخ لم تقم للقصر قائمة.
حيث يقول هشام عجاج أحد أهالى المنطقة لـ “أحوال مصر” إن هذا المبنى كان يعتبر صرحاً ثقافياً وفنياً كبيراً الآن أصبح خرابة بسبب تقاعس المسئولين بالدولة على مدار السنوات السابقة، ففى عام 1999 قام استشارى الهيئة بإعداد التصميم الخاص بالمبنى وذلك بعد حصوله على ستة آلاف جنيه للرسومات، ولكن للأسف لم يلتزم المقاول المنفذ بالتصميم، بالإضافة لعدم وجود متابعة من الإدارة الهندسية بالهيئة العامة لقصور الثقافة الأمر الذى أدى إلى قيام المقاول بإنشاء صالة لمسرح غير مجهزة فنياً وغير مطابق للمواصفات الفنية وعدم وجود خشبة مسرح وأبواب طوارئ.
وأضاف السيد الشنوانى، أن قصر الثقافة قتل بحثاً لكيفية الخروج به من الحالة السيئة الموجود عليها حتى الآن، ولكن دون جدوى ولذا أناشد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، فتح ملف إنشاء وتجديد قصر ثقافة بلبيس وتحويل القائمين على التنفيذ إلى التحقيق بتهمة إهدار المال العام الذى تكلف أكثر من مليون جنيه ولم يقم بالقصر أى نشاط مسرحى أو فنى أو أدبى منذ سنوات.
وأكد سمير صبرى أن قصر ثقافة بلبيس قد تم إعادة التطوير فيه ولكن للأسوأ، حيث إن التصميم يدل على أن هناك عشوائية من الهيئة، فكيف يتم وضع دورات المياه على الواجهة الخارجية لمدخل القصر وبجوار البوابة الرئيسية، مما يؤكد أنه لا يوجد رقيب ولا حسيب على إنشاءات الحكومة، وتحول القصر إلى مكان مهجور تسكنه الغربان والكلاب الضالة والبلطجية بسبب عدم الرقابة وقلة الضمير.
من جانبه إبراهيم شعت، مدير قصر ثقافة بلبيس، ويقول إن وزير الثقافة قام بزيارة القصر بالفعل منذ عدة سنوات ورفض الشكل الموجود عليه المبنى، وقال إنه لا يصلح إلا ملعب للتنس ولابد من إعادة النظر فيه مرة أخرى، وتم عمل محضر تسليم الموقع للمقاول الجديد الذى سوف يقوم بالتطوير وتحديث القصر، وذلك فى 13/10/2008 فى حضور مهندس الهيئة والمدير المسئول بشركة تروبيكال للهندسة «مقاول العملية»، وتم تسليم قصر الثقافة خالياً وجاهزاً على التنفيذ، وتم العمل بشكل مكثف ولكن توقف المقاول لعدم صرف مستحقاته من الهيئة وتحول القصر الآن إلى مأوى للبلطجية والمدمنين والخارجين على القانون، وتم سرقة كل محتوياته الداخلية حتى أسلاك الكهرباء والكابلات وأصبح مهجوراً وقد أرسلت العديد من الخطابات للهيئة بسوء الوضع وكان آخر خطاباتى لمدير عام الثقافة بالشرقية لمخاطبة الهيئة فى 12/2/2014 وأوضحت فيه أن عمل الإصلاحيات والترميمات متوقفة منذ عام 2010 حتى الآن والمكان معرض للاختطاف لضمه للشباب والرياضة المجاورة للمبنى للاستفادة منه ولذا نأمل أن تكون هناك استجابة من وزير الثقافة لإنقاذ قصر ثقافة بلبيس قبل فوات الأوان.
ويرى محمد سمير عشرى، عضو اتحاد كتاب مصر، مشرف النادى الأدبى بقصر ثقافة بلبيس، أن المشكلة الرئيسية للنادى الأدبى تتمثل فى عدم التمكن من إقامة المؤتمرات والمهرجانات لأن قصر الثقافة قام بتأجير مكان مؤقت لحين الانتهاء من أعمال قصر ثقافة بلبيس ولكن المكان غير مناسب وصغير جداً ولا يتسع لاستيعاب الضيوف، بالإضافة إلى أنه أعلى موقف سيارات ومجاور لميدان ملىء بالضوضاء والتوك توك والدراجات البخارية.
أما أشرف إبراهيم أبوحشيش فيؤكد أنه تم تأجير حجرتين من جمعية رعاية شباب الجامعات، غرفة تضم مكتب مدير القصر والنادى الأدبى وفرقة الموسيقى العربية واستقبال الضيوف، أما الغرفة الثانية فتضم مكتبة كبيرة بها آلاف الكتب القديمة والتراث ولكن للأسف مهملة لضيق المكان ومليئة بالأتربة أيضاً وكل هذا لا يساعد على شىء من المعرفة لسوء المكان الذى أصبح مهجوراً هو الآخر والسبب عدم المتابعة والاهتمام من هيئة قصور الثقافة