ولأنني أحب مصر كثيرا فإنني في هذا المقال أتحدث إلى نفسي وإلى كل عزيز يحب مصر سواء أكان من أهلها أم من سواهم…
في مصرإيجابيات كثيرة يصعب الحديث عنها جملة واحدة، وفيها سلبيات قليلة، لكن هذه السلبيات تسيء إليها، فهي – كما أراها – كالبقعة السوداء في الثوب الأبيض تسيء إليه رغم أنها لا تقاس إلى نسبة البياض الذي فيه.
هذه البقعة سهل إزالتها رغم ما قد يعتقده البعض من ضعاف النفوس من صعوبة التعامل معها بحجج واهية لا تقف طويلا أمام العقل السليم والرؤية الواضحة.
من أهم محاسن مصر أن الله رزقها جيش يتعاطف مع قضايا شعبه بصورة واضحة، ولا يلتفت إلى الصغائر لأن الكبير لا يفعل ذلك، فوقوفه الى جانب الشعب منذ ثورة يناير للأن شاهد ودليل ، ولم تكن هذه هي المرة الأولى، فقد فعلها أكثر من مرة، فله الشكر والمحبة.
وأتمنى من الإخوة أن يتعاملوا مع ما قام به الجيش ويقوم به بعقلانية، فيحافظوا على وحدة بلدهم وقوته وتلاحمه.
المعارضة حق لكل من يريدها، ولكن يجب أن تكون ضمن الضوابط التي يوضعها الدستور لكي تؤتي ثمارها.
الجانب الأهم فى مقالى هذا أحب أن أقول لمحبي مصر: إن في بلادكم قانونا يتعلق بظاهرة خدش الحياء والتحرش لكن هذا القانون لم يؤتِ ثماره وكل من يزور مصر يدرك ذلك بسهولة.
الاستطلاع الذي نشرته إحدى الصحف عن هذه الظاهرة أكد أن المرأة فى مصر مع تشديد العقوبة نظرا لكثرة وانتشار هذه الظاهرة، كما أن هذا الاستطلاع أكد أن غالبية النواب والنخب السياسية يؤيدون تشديد العقوبة لأنها لن تقف عند حد الخدش لكنها ستزداد حتى تصل إلى الكسر!
من مصلحة الوطن أن تكون هناك قوانين صارمة تردع كل ضعاف النفوس الذين يسمحون بمثل هذه الأعمال المنافية للدين وللأخلاق ولمصلحة المجتمع وأمنه.
من المعروف – وعلى مدى التاريخ البشري – أن العدو يستخدم المرأة في الحصول على معلومات خطيرة عن خصومه يستخدمها ضده متى شاء، والرجل يكون في أضعف حالاته عندما يكون أمام امرأة تعطيه ما شاء لتحصل منه على كل ما تشاء! واقرأوا – إن شئتم – التاريخ القديم والحديث لتدركوا خطورة التساهل في هذه القضايا على أمن المجتمع.
هذا اللون من النساء يجلب معه كل الأمراض الخطيرة؛ وهذه الأمراض ليست وقفا على زوار مصر بل قد تنال أبناء البلد، ومعروف أن ما تنفقه بعض الدول على معالجة أبنائها من هذه الأمراض أكثر بكثير مما تكسبه من السياحة في مثل هذه التجارة البائسة!
هذا النوع من الفساد يؤثر كثيرا على تماسك الأسر؛ فإذا علمت الزوجة أن زوجها يمارس الفساد فقد تطلب الطلاق، وقد يؤثر سلبا على سلوكها، ومثلها الأبناء، وقد تكثر الأمراض النفسية وسواها من الأمراض الأخرى التي تؤثر على عطاء الأفراد وسلوكهم.
إن ظاهرة التحرش الجنسي وكذلك ظاهرة تفشي الفساد الأخلاقي يجب أن تُحارب بكل الوسائل؛ هناك أجهزة الإعلام عليها أن تقوم بواجبها التوعوي للأفراد وللأسر وللطلاب والطالبات، كما أن أجهزة التعليم مدعوة للمساهمة في حملات التوعية وبكل السبل، فالشباب هم أكثر ضحايا هذا النوع من الفساد.
والأسرة يجب أن تدرك دورها الكبير تجاه أبنائها، والمؤسف أن كثيرا من الأسر تخلت عن هذا الدور، وتركت الفساد ينخر في جسم أبنائها ويفتك بهم، والخاسرون في نهاية المطاف هم الآباء والأمهات. أما دور الدولة فهو أهم من كل الأدوار التي أشرت إليها، فالواجب الإسلامي والمصلحي يقضي بالقضاء على كل أشكال الفساد وهذا بيد المسئولين إلى حد كبير؛ مصر دولة عربية مسلمة، وجميع أجهزتها التنفيذية يديرها مسلمون، فلماذا يتم التهاون مع تلك الظواهر السلبية التي تسيء لمصر وأهلها!
الأمل أن نسمع خيرا، وأن نرى خيرا قريبا…