بالرغم من وعود المسئولين المتكررة علي مدار السنوات الماضية بالعمل علي حل المشكلة وبالرغم من عمل الندوات والدورات والمؤتمرات وتشكيل اللجان وغرف العمليات وبالرغم من أنشاء مراكز مكابس الإ أن ظاهرة حرق قش الأرز مازالت كم هي تلقي بظلالها وكأن شيئاً لم يكن حتي أن أراضي تابعة لوزارة الزراعة والأصلاح الزراعية يقوم فيها العاملون بحرق قش الأرز مثل الأراضي الواقعة خلف مدينة سخا بجوار المجزر الألي .
وتسبب حرق قش الأرز من جانب مزارعي كفر الشيخ إلي أن يتحول نهارها إلي ليل بسبب السحابة السوداء التي غطت سماء معظم قري ومدن محافظة كفر الشيخ خاصة أن محافظة كفر الشيخ هي الأولي في مصر في أزراعة وأنتاج الأرز حيث قدرت المساحات المنزرعة بمحصول الأرز هذا العام ب275 أل فدان طبقاً لبيانات مديرية الزراعة بينما أكدت نقابة الفلاحين بالمحافظة أن المساحة الفعلية تصل لأكثر من هذا بكثير حيث خالف المزارعين نظام الدورة الزراعية .
ما سبب موجات كبيرة من سحب الدخان السوداء. وتسببت عمليات حرق قش الأرز بكثافة وخاصة علي الطريق الدولي إلي حجب الرؤية وتكدس السيارات نتيجة الدخان الكثيف والحرق المستمر الأمر الذي أدي لحالة غضب بين السائقين والركاب علي حد سواء كم أدي ارتفاع ألسنة النيران بالقرى إلى ارتفاع درجات الحرارة بسبب عمليات الحرق خلال فترات النهار، والتى تستمر حتى منتصف الليل بشكل يومى.
وأبدى سكان المدن بصغة خاصة استياءهم الشديد من تجاهل وزارة البيئة من تصاعد الأدخنة بالمحافظة الأمر الذي حول حياتهم لجحيم طوال فترة حصاد موسم الأرز والذي يستمر علي مدار أكثر من شهر .
ويقول حسن بيومي اضطر طوال موسم حصاد الأرز داخل البيت حيق أقوم بغلق جميع النوافذ والأبواب خاصة أن مقيم في منطقة متاخمة للأراضي الزراعية خوفاً علي أولادي الصغار وأحياناً أصطحب العائلة إلي المصيف حتي تنتهي الظاهرة.
وتؤكد هبة المنسي إنها بالرغم من اقامتها داخل مدينة كفر الشيخ الإ أنها محاطة بالأراضي الزراعية من كل جانب ويقوم المزراعون في توقيت واحد بإشعال النار في القش الأمر الذي يجعلنا نشعر بإختناق ويجعل أطفالنا تصاب بالحساسية المزمنة .
ويحذر الدكتور أحمد أبو العطا أستشاري أمراض الصدر من خطورة الأدخنة المنبعثة من حرق قش الأرز بصفة منتظمة علي صحة المواطنيين خاصة الأطفال منهم حيث تؤدي لمشاكل مزمنة منها الحساسية وضيف في التنفس وربما تؤدي لربو مزمن ويطالب أبو العطا المواطنيين بالأبتعاد قدرالمستطاع عن الدخان مشيراً أن مستفي الصدر بالمحافظة تكون ممتلئة عن أخراها في هذه الأيام خاصة أن المحافظة مشهورة بزراعة الأرز.
وأكدت الدكتورة لميس المعداوي وكيل وزارة الصحة، أن السحابة السوداء تمثل خطورة على حياة المواطنين، خاصة الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، وإن تصريحات البيئة عن محاربة السحابة مجرد كلام لم يتحقق.
من جابنها فقد أكد المهندس فايد الشاملي مدير عام وزارة البيئة بكفر الشيخ أنهم لا يألون جهداً في القضاء علي الظاهرة بعدة طرق منها التنسيق الكامل مع مديرية الزراعة وعن طريق عمل محاضر للمخالفين والأهم عن طريق عمل ندوات ودورات للمزارعين وانشاء مراكز تابعة للبيئة بالتنسيق مع الزراعة في تدوير القش حيث يوجد مركزين أحداهما بقرية ميت الديبة والأخر بسخا يقومان بكبس 200 طن يومياً من القش.
وأكد المهنس سليمان غيث وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أن الظاهرة خفت بنسبة كبيرة عن الأعوام الماضية ومع ذلم فالمديرية تقوم بتحرير عشرات المحاضر للمخالفين.
وأضاف لدينا طواقم من الموظفين للعمل في موسم حصاد الأرز للحد من حرائق قش الأرز وذلك بالتعاون مع الوحدات المحلية والحماية المدنية ولكن المزارعين يقومون بأستغلال فترة الليل ويكفي عود كبريت واحد لأشعال عشرات الأفدانة مما يصعب السيطرة علي الحريق علما بأن كفرالشيخ تمتلك ثلث مساحة الأرز بمصر وبالرغم من عمل دورات للفلاحين للأستفادة وتعريفهم بفوائد قش الأرز ووجود مكابس لاستخدامه كغذاء للمواشي بعد خلطه بالبرسيم الأأن المزارعين يستسهلون ويقومون بالحرق .
أما علي القبلاوي نقيب فلاحي كفر الشيخ فيؤكد أن الحكومة تكرر كل عام أن ظاهرة حرق قش الأرز والسحابة السوداء ستكون الأخيرة كل عام ولكن تذهب هذه الوعود أدراج الرياح مع الدخان والحل أن تقوم الحكومة بتوعية المزارعين بجد وليس علي الورق كما يحدث ودعمهم بمكابس بتكلفة رمزية وأنشاء صناعات من القش كما يحدث في الدول المتقدمة حتي تنتهي الظاهرة التي خنقت الجو والمواطنين وحجبت الرؤية.
ويهاجم محسن الرويني فلاح المسئولين قائلاً أنهم السبب في الأزمة فلقد وعودنا بأن يكون كبس ق الأرز مجاناً وهو مالم يحدث حيث يصل سعر الكبس للفدان 250 جنية فيضطر المزارعون لحرقه نظراً لأرتفاع أسعار الكبس وايضاً لفوائد الحرق بالنسبة للأرض الزراعية حيث يقضي علي الحشائش .
ويضيف محمد هنداوي “مزارع من مركز قلين أن من بين أسباب الظاهرة أيضاً هو قلة أفران الخبز البلدي في المنازل والتي كانت موجودة في كل منزل من سنوات وكانت تستهلك معظم كميات القش كوقود لهذه الأفران ومع أنعدامها بسبب تكاسل الفلاحين ووجود الخبز المدعم ظهرت المشكلة.
ويؤكد الدكتورحاتم محمد بالطب البيطري فوائد أضافة قش الأرز كعلف مكمل مع البرسيم بالنسبة للمواي مضافاً إليه بعض المواد الاخري حيث يمكن الاستفادة منه جيداً في هذا المجال كم يمكن الأستفادة منه في صناعات أخري.
وفي نفس السياق فقد ناشد محمود ريحان سائق علي خط طنطا كفر الشيخ المسئولين بالقضاء علي الظاهرة خاصة علي طرق الخطوط السريعة وذلك لأن الدخان يحجب الرؤية ويؤدي الي وقوع حوداث الطرق والتي تستمر علي مدار شهر كامل