حزنت كثيرا لانسحاب بعض الاحزاب من العديد من الائتلافات وشروع احزاب اخرى لتكوين تيارات مستقلة ولكنها صغيرة ومفككة وتأجيل احزاب بعينها لموقفها من الانتخابات البرلمانية لحين تقسيم الدوائر، كل هذا يدل على تغليب المصلحة الفردية والرغبة فى الحصول على مناصب ومكاسب شخصية، اكثر من المصلحة الارقى والاسمى “الوطن”. وانى ارى لا شك أن نشر هذه المبادئ الخفيفة الوزن، وتقدير الخطط غير الممكنة فى الوقت الضيق الآن، قد زاد حالنا اضطراباً على اضطرابها الأول، من حيث التغيرات التى نشاهدها من حولنا فى القرارات المختلفة والمتضاربة حول الانتخابات ومستقبل مصر، ألا تكفى الحوادث المحيطة بنا داعياً إلى محاولة الخروج من هذا الاضطراب فى كل شيء على المستوى السياسى والاجتماعى والاقتصادى؟ نريد أن نخرج من هذا الاضطراب فى معاملاتنا وعلاقاتنا وروابطنا، وذهب بمتانتها وتركها رثة، وليست آثار ذلك قليلة بيننا، فكلنا يشكو من عمله، يشكو من رئيسه ومرءوسه، يشكو من محالفه ومخالفه، بل يشكو من زميله ومن صاحبه، وأقل ما تدل عليه هذه الشكوى العامة هو أن الثقة بين الناس قد انتزعت أو كادت، والحق هو أن الثقة هى كل شيء يمكن أن يحمى تماسك الأمة.