نريد أن نخرج من الاضطراب (المعنوى) الذى جعلنا نتردد أمام العمل والإنتاج لخير مصر، فإنه إذا كانت علاقات المجتمع السياسى والأحزاب والتيارات الشعبية والائتلافات المختلفة مضطربة وغير متماسكة كما وصفنا، فإن تعاوننا العام أضعف بكثير. ومتى كانت علاقتنا العامة مع بعضنا البعض أى علاقتنا القومية ضعيفة وثقتنا بعضنا ببعض بالية كان قرارنا العام فى مصر مضطربا لا محالة، أعجز من أن يعبر تماماً عن آمل شعب طال انتظاره لإصلاح البلاد بعد ثورة ضحى من أجلها بالكثير وما زال يضحي. لست فى مقام البحث فى أسباب هذا الاضطراب العام ونتائجه فى العلاقات الجماعية والفردية وأثره على الشارع المصرى من تخبط وعدم نضج سياسى او اجتماعى، ولكنى أكتفى بالبحث فيما يخفى الرأى العام حول أداء قادة الرأى العام من هذا الاضطراب وخطتهم فى الحكم على بعض المسائل ذات الأهمية فى مصر، كالانتخابات القادمة، او الوزارة الجديدة بعد البرلمان، وخطة مستقبل مصر السياسية والاجتماعية والاقتصادية مثلا. لا أنكر أن الرأى العام فى مصر أظهر قوة فى كثير من الأمور (وما زال) ولكنى مع ذلك أعترف بأن كثيراً من المقدمات الخفية أو المشاعر الأمية التى يبنى عليها فى بعض الأحيان الرأى العام حكمه مقدماً، غير منطلقة من مصلحة الوطن.