انتقد مستشار مفتي الجمهورية والمشرف على مرصد الإفتاء لمقاومة الفكر التكفيري، إبراهيم نجم، ما أوردته الجماعات التكفيرية من نصوص وآراء لمن يطلقون على أنفسهم علماء زورا وبهتانا، لتبرير استهدافهم رجال الشرطة والجيش، مبينا أنها تكشف عن منهجهم المنحرف، بالكذب في نقل ما أورده علماء أهل السنة والجماعة، وخرجوا بهذه الأدلة عن دلالاتها ومقاصدها الشرعية، لخدمة أفكارهم المريضة.
وأكد الدكتور نجم، في بيان له، اليوم، أن شيوخ الإرهاب قلبوا موازين فهم الشريعة فجعلوا القتل أصلا، والرحمة فرعا وفقهم فقه سقيم متخبط، كله أوهام وضلالات، ومفاهيم ملتبسة، يتلاعب بها الهوى، ناشئة عن جهل مغرق، واندفاع أهوج، ينسبون به إلى القرآن ما لم يقل به، ويفترون على الحديث النبوي بنسبة الجرائم المنكرة إليه.
وشدد على أن هؤلاء الغلاة الذين حملوا السلاح ضد الناس ورجال الأمن من قوات الجيش والشرطة وخرجوا على جماعة المسلمين، وقتلوا الأنفس المعصومة وهم قائمون حارسون لأمن وحدود بلادهم قد خسِروا الدين والدنيا، وباعوا أنفسهم للهوى والشيطان.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أن “من يقومون بتفجير أنفسهم في رجال الجيش والشرطة وهم يؤدون واجبهم في حماية الوطن قد جمعوا بين قتل النفس المحرمة وقتل أنفسِهم، قال الله جل وعلا : (ولا تقتلوا أَنفسكم إِن الله كان بِكم رحِيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) (النساء:29، 30)، وقال أيضا: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فَجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) (النساء:93).
وأشار نجم إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “لا يزال المرءُ في فسحةٍ من دينه ما لم يُصِب دمًا حرامًا”، وقوله: “لزوالُ الدّنيا أهونُ عند الله من قتلِ رجلٍ مسلم”.
وشدد أن هؤلاء الإرهابيين البغاة يفتقدون إلى العلم وفهم الدين، وفعلوا مثلما فعل الخوارج الذين قال عنهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : “تحقِرون صلاتكم عند صلاتهم، يقرؤون القرآنَ لا يجاوِز حناجرَهم”، ووصل بهم الحال إلى أن قتلوا اثنين من الخلفاء الراشدين سيدنا عثمان وسيدنا علي رضي الله عنهما، وحاربوا الصحابة والمسلمين لأنهم لم يكن عندهم علم صحيح ولا فقه سليم.
ورد مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء على دعوى الإرهابيين بأنهم يطبقون حدود الله، فقال إن “إقامة الحدود من قبل الأفراد أو الجماعات المسلحة سواء بالقتل أو غيره مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم”.
وكان مرصد فتاوى التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية قد تابع ردود أفعال المواقع المنتمية إلى التيارات التكفيرية خلال الفترات السابقة عقب حادثة العريش الإرهابية ، حيث رددت تلك المواقع التكفيرية فتاوى نشرها أكابرهم في الإرهاب والضلال تعطي المشروعية لممارساتهم الدموية في استهداف رجال الشرطة وجنود الجيش وأفراد الأمن من خلال مسوغات إفتائية واهية يبررون فيها جواز قتل رجال الجيش والشرطة بدعوى أنهم يناصرون السلطة التي يرى مدعو الفتوى أنهم بمثابة “الطاغوت”.