في الحياة المستقرة يفيد الشباب من خبرة الشيوخ ، ومن ثم فواجبهم الخلقي ، هو في توقير الشيوخ واحترام ما يدلون به من رأي . لأنه رأي الخبرة ، والخبرة هي صورة الماضي ، والمستقبل سوف يأتي على غرار الماضي ، وإذن ففي رأي الشيوخ إضاءة وهداية – وإما في الحياة المتحولة – التي نحن فيها الآن ، ففي كل لحظة جديدة لا يعرفها الشيوخ ، ولم تعد خبراتهم بالماضي لتغير حتى وإن أمتعتنا بذكرياتها . وذلك لأنه في الحياة المتحولة ثورياً لا قياس لغد على أمس ، لأنه لن يكون غداً كأمس أبداً.
أما مفتاح الصواب اليوم ، فهو أن نبدأ بهضم هذه الفكرة هضما جيداً ، فكرة أننا نتحول ، وإذن فنحن نتغير ، وإذن فلا حكم لماضي على آت . مفتاح الصواب اليوم هو أن ننظر إلى حالة التحول الثوري هذه من الداخل ، لنعيشها ونعانيها . بل وأقول أن مفتاح العيش في عصرنا ومعه هو أن ندرك من الأعماق ما معنى أنه عصر التحول الثوري . فلا مجال هنا لأهل الخبرة ولا لأهل الثقة ، فهذه المصطلحات قد سقطت في طريق التحول الثوري ، واستحدثت بمصطلحات جديدة تتناسب مع مرحلة التحول الثوري ، يجب أن نبحث فيها حتى يتوفر لنا الأدوات اللازمة للتحول الثوري الحقيقي.