كلمات باتت تتردد على أفواه الكثير من المصريين ليل نهار ، يتزامن ذلك مع العديد من المناسبات ، منها على سبيل المثال لا الحصر :
انقطاع التيار الكهربى ، انقطاع المياة ، نقص البنزين ، إختفاء السولار ، إرتفاع الأسعار ، والمشكلات الناتجة عن الإهمال واللا مبالاة وغياب الأمن وما الى ذلك .
ـ اتذكر مرة كنت أسير بشارع الحلو بطنطا وكانت الساعة السابعة مساءا واذ فجاءة ينقطع التيار الكهربي ، لأجد شاب يخرج من أحد المحلات التجارية التي يشتهر بها هذا الشارع ليقول بأعلى صوته “الله يخرب بيتك يا مرسي “
لم تكن الغرابة في سماعي لهذه المقولة فلقد تعودت أذني على سماعها ، إنما الغرابة في أنني سمعت الجميع يرددون ” آآمين “
ـ مرة أخرى كنت أصلي العصر بأحد المساجد بشبين الكوم وعندما إنتهى الإمام من الصلاة وسلم التسليمتين وسلمنا وراءه ، فإذا برجل – يبلغ من العمر ستين عاما أو يزيد – يعلو صوته قائلا ” الله يخرب بيتك يا مرسي ” مكررا إياها ثلاث مرات وكأنه يختم بها صلاته .
لم ينته الأمر عند ذلك بل بإمكانك أيها القارئ أن تسمع تلك الجملة في أماكن عديدة ومن شرائح مختلفة من المجتمع المصري كسائقي السيارات الأجرة وعمال اليومية والفلاحين والباعة الجائلين وأصحاب التكاتك وموظفي الدولة والنساء المعيلات والأخوة الأقباط والعاطلين وأيضا تسمعها كثيرا ممن أعطوا أصواتهم لمشروع النهضة واكتشفوا مؤخرا أن مشروع النهضة أصبح ” فانكوش “
لذا أتوقع ونحن على مسافة عشرين يوما من بلوغنا 30 يونيه أن تكون تلك الثورة ثورة شعبية حقيقية ، ولدت من رحم إرادة وعزيمة شعبية أبطالها تلك الشرائح التي ذكرتها مسبقا من مجتمعنا المصري .
الجدير بالذكر والغريب في الأمر – وهو ما سيجعل لهذه الثورة الجديدة روحا وطعما مختلف – هو أن أبطال هذه الثورة هم من كانوا دورهم في الثورة الأولي مقتصر على المشاهدة والتشجيع ، الآن وقد مسهم الضر وشعروا بخطورة الموقف وسوء العاقبة .
فلزم الأمر أن يتحركوا ليعبروا عن غضبهم وإستيائهم من ممارسات الإخوان الذين استحوذوا على زمام الأمر ، منفردين بالسلطة ، محتكرين لغضب جماهيري عارم ، وإحتقان بلغ أشده بين جموع الشعب .
في إعتقادي أن نهاية يونيه هو نهاية لفشل إخواني زريع إستمر أكثر من عام وبداية جديدة لتصحيح المسار .