دعا المجلس الإسلامي السوري؛ إلى “تشكيل هيئة شرعية مستقلة وملزمة لفض النزاع في إدلب، ترتضيها الأطراف المتنازعة، لتبت في الخلافات بين الفصائل، وتقيم العدل بينها، وحث الأطراف على الاحتكام إليها”.
جاء ذلك في بيان صدر عن المجلس اليوم الخميس، وحذر فيه من أن “تأخر الأطراف المتنازعة، أو أحد منها في إدلب وريفها، عن قبول تشكيل تلك الهيئة المذكورة، والنزول على حكمها، لا يثبت حقاً لمعتد على غيره، ولا يسقط أو يلغي حق من اعتُدي عليه في الدفاع عن نفسه”.
وكذلك دعا المجلس “سائر الفصائل إلى التوحد ونبذ الفرقة ورصِّ الصفوف”، مهيبة بمن سمتهم “الإخوة في جبهة النصرة في إدلب وريفها، أن يكونوا مع سائر الفصائل والكتائب المجاهدة على قلب رجل واحد، موجهين بنادقهم وقواتهم باتجاه النظام المجرم”، على حد تعبيره.
كما وجه المجلس “نداء إلى عامة أبناء الشعب بضرورة رصِّ الصفوف، وتعظيم الحرمات، ومراقبة الله تعالى في السر والعلن، وألا يكونوا عوناً لظالم أو فاسد أو معتدٍ أو متغوِّلٍ، وألا يعطوا عدوهم فرصةً ليفرح باقتتالهم أو تفرقهم، لأن تقواهم ووحدتهم سبيل لنصرهم”.
ومن جهة أخرى، لفت البيان إلى أنه “بقدر ما ينكر المجلس على بعض الفصائل أخطاءها، وانحراف سلوك بعض أفرادها، فإنه في الوقت ذاته يستنكر أن يتفرد أي فصيل أو جهة بمحاسبة فصيل آخر، لما يترتب على ذلك من مفاسد كبرى”.
وأضاف البيان أيضا أنه “في الوقت الذي اطمأن المجلس فيه لسعي بعض أهل العلم والفضل والغيورين، إلى إلزام الأطراف المتنازعة في ”جبهة ثوار سورية”، و”جبهة النصرة” في إدلب وريفها، بالاحتكام لهيئة شرعية مستقلة تبتّ في الحقوق، وتبين المعتدي؛ إلا أنه آلمه موقف أحد الطرفين وتعديه، ثم تماديه على “حركة حزم”، بمصادرة مقراتها وسلاحها في إدلب وريفها، علماً أن الوسطاء كانوا قد أخذوا عهداً من كلا الطرفين (“حركة حزم” و”جبهة النصرة”) بعدم الاعتداء”.
وأشار البيان إلى أن “المجلس يرى في وقوع وممارسة كل ما مضى، ثم قيام “جبهة النصرة” بنشر حواجز، واحتجاز بعض القضاة والوسطاء والعناصر، بأنها ستكون قاصمة الظهر، وباباً خطراً على مسار الثورة السورية”، محملا “الأطراف التي تتغوَّلُ على الفصائل الأخرى؛ مسؤوليةَ حرف الثورة وتضييعها”، محذرا إياها بأنها “ستكون سببا في حدوث أيّ تقدم لقوات النظام المجرم”، على حد تعبير البيان.
وفي نفس الإطار، رأى المجلس أن “الطرف الذي يتوسع، ويفرض سيطرته في المناطق المحررة، على حساب جبهات في مواجهة النظام، ويعتقل ويحتجز، وينصب نفسه محاسبا لباقي الفصائل، بأنه لا يسلك سلوكاً شرعيا صحيحاً، ويتحمل النتائج التي تنجم عن ذلك، بل إن من يرى في نفسه أنه أصوبُ منهجاً، وأكثرُ بصيرةً؛ فإن ذلك يحمله مسؤولية الانضباط الشرعي، والحذر من الظلم، وتعظيم الحرمات، والصبر على معالجة سلوك العصاة بطريقة حكيمة، وتقديم القدوة في التعامل معهم، والتعاون لتأسيس نموذج عملي شرعي معتبر لعلاج مثل تلك النوازل”.
وكانت جبهة النصرة قد سيطرت على عدة مقرات تابعة لجبهة ثوار سوريا، المصنفة على أنها معارضة معتدلة أمريكيا وغربيا، الأسبوع الماضي، في ريف إدلب، وكذلك سيطرت على مقرات وأسلحة حركة حزم المدعومة غربيا أيضا، نتيجة خلافات بينهم، في حين أن قائد جبهة ثوار سوريا، جمال معروف، اختفى إثر سيطرة النصرة على مقرات جبهته.
يذكر أن المجلس الإسلامي السوري تأسس في مدينة اسطنبول، بعد اجتماعات استمرت يومين، حيث يضم نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من أهل السنة والجماعة في الداخل والخارج، وتضم الهيئات الشرعية لأكبر الفصائل الإسلامية في جميع أنحاء البلاد. وفي مؤتمر صحفي عقد في إسطنبول، بمنتصف أبريل / نيسان الماضي؛ أعلن رئيس المجلس؛ الشيخ “أسامة الرفاعي”؛ عن “تشكيل المجلس استجابة لكلام الله تعالى ورسوله الكريم، حيث انعقد اللقاء التأسيسي للمجلس في إسطنبول قبل أيام من الإعلان، بحضور جمع كبير من علماء سوريا ودعاتها، أفرادا وممثلين للهيئات والروابط الإسلامية”.