برغم المستوى الجيد الذى وصلت أليه بعض مستشفياتنا ،فأن ذلك لا يبعدنا عن الواقع المؤسف الذى تردت له مستشفيات أخرى ،ولا يجعلنا نغض الطرف عن الأهمال الجسيم الذى يحدث فى القطاع الأكبر من الكيانات الطبية المختلفة لاسيما العامة منها، البعض يعتقد ان الأخطاء الطبية عادية ومحدودة،لكن المتابع لما يحدث فى المستشفيات بشكل دقيق يعرف أن حجم هذه الأخطاء كبيرة جدا ، فقد فقدنا الكثير من الأرواح البريئة بسبب الأهمال فى المستشفيات ونقص الأجهزة والمعدات الطبية ،ولعل من أسباب استمرار هذه الأخطاء وتفاقمها و عدم اتخاذ العقوبات الرادعة مع الذين يتسببون فى مثل هذه الأخطاء .
ومستشفى الأبراهمية المركزى بمحافظة الشرقية خير دليل على ذلك،الذى أُنفق على إنشائه ملايين الجنيهات، ثم اغتالته يد الإهمال، وأصبح مستشفى على الورق فقط فأقسام المستشفى بأكملها تعاني من نقص فى القوى البشرية والمعدات الطبية والأجهزة، كما توجد بها أجهزة غير صالحة للأستخدام يجعل الأمر كارثى.
ليتحول المستشفى إلى مجرد محول يستقبل الحالات ويشخصها بالكاد ثم يحيلها إلى مستشفى الزقازيق العام” الأحرار” وإلى المستشفى الجامعي فلا شيء يمكنها أن تقدمه للمرضي الفقراء الذين ساقهم حظهم العثر إليها حتى أصبح الداخل مفقودًا والخارج مولود، ولم يجدوا المرضى بديلا إلا اللجوء إلى المستشفيات الخاص.
فكان لزاما علينا أن نتوجه إلى هذه المقبرة وليس المستشفى، ونرصد كل ما تعانيه من إهمال ، فحدث و لا حرج .
فى البداية توجهنا الى أمام وحدة الغسيل الكلوي التى يجلس عشرات المرضى في انتظار دورهم وتحدثنا مع على الفلوجى أحد المرض وقال أتعرض يوميا للموت بسبب الإهمال وانقطاع الكهرباء وتوقف الأجهزة علاوة على المعاملة السيئة من إدارة المستشفى ونقص الإمكانيات .
وأضاف ابراهيم حسين إحد مرضى الكلى، منذ دخلت فى دوامة الغسيل الكلوى، نعانى من نقص أجهزة الغسيل الكلوى، التى حتى وإن توافرت نجدها بعد حدوث مضاعفات لنا، وعدم وجود دم كافٍ داخل بنك المستشفى بخلاف سوء المعاملة من جانب أطقم التمريض المتواجدة هناك وقد شكونا للقائمين عليها لتحسين الخدمات والمعاملة لكن لا حياة لمن تنادي، فلا بد من أن توفر لنا الدولة بديلا يمكن من خلاله أن نحصل على الغسيل دون أن نتعرض للعذاب قبله.
وفى قسم الاشعة الجهاز لايعمل حيث يشتكى الفنى من نقص فى المعدات الازمة لتشغيل الاجهزة قائلا بأنة يوجة نداءات لادارة المستشفى ومديرية الصحة بالشرقية
وعند دخولنا من باب القسم وجدنا على يميننا غرفة يجلس بها اكثر من عشر ممرضات لا يفعلون شيئا علما ان هذا القسم لا يعمل بة الا ثلاثة ممرضات فلماذا يجتمع هؤلاء العدد فى مكان ليس بمكان عملهم.
«مستشفى الغلابة» بهذه الكلمات بدأ طبيب أخصائي رفض ذكر اسمه كلامه من أمام غرفة العناية المركزة ، وقال يوجد عجز فى الأجهزة ، وعجز بطاقم التمريض المكلف بتشغيل الغرفة ، وان الأجهزة الموجودة غير صالحة للاستخدام الطبي و تقل كفاءة عن الأجهزة الطبية الحديثة المتطورة ، والكارثة تكمن فى وجود حالات خطيرة من المرضى ، تتطلب دخول غرفة العناية المركزة لكن بسبب العجز الواضح يتم تحويل الحالات إلى مستشفيات الزقازيق الجامعى والأحرار العام بمدينة الزقازيق وقال ان مدير المستشفى مشغول بالانتخابات البرلمانية .
أضافة أن عندما تمر أمام العناية المركزة تجد أفراد زيارات المرضى بالعناية يجلسون على الأرض امامها فى مشهد سيىء وكان المنظر الأكثر أسفا هو دورة المياه المقابلة لغرف المرضى التى ينبعث منها روائح كريهة مما جعل الروائح الكريهه تطغى على المكان وتصيب المترددين علية بالغثيان وتزيد من سوء احوال المرضى وتعجل بوفاتهم .
وقالت احدى الممرضات التى تعمل بوحدة الكلى رفضت ذكر أسمها يوجد تقاعس بأدارة المستشفى عن القيام بواجباتها وانشغال الاطباء العاملين به بمصالحهم الشخصية وعياداتهم الخاصة ،وهو ما انعكس على الحالة المزرية التى بات عليها المستشفى هذه الايام، فلا ادوية، ولا رعاية صحية للمواطنين ، ونادرا ما يتواجد طبيب فى الاستقبال وعلى المريض الذى يغامر بدخول المستشفى ان يشترى من ماله الخاص ادويته من الصيدليات ولا يعرف احدا ان تذهب الادوية التى تخصصها الدولة لمستشفى .
وأضافت الممرضة ان المستشفي غير مؤهل لتقديم أي خدمة طبية للمريض فعلي سبيل المثال يتم شراء العلاج من خارج المستشفي وغرف العمليات والعناية المركزة غير مجهزة طبيا وكثير من المرضي ماتوا نتيجة الإهمال داخل هذه الغرف وقال إن وحدة الاستقبال خالية من المستلزمات الطبية التي يحتاجها الأطباء لإجراء الجراحات الفورية وإذا وجدت بعض أدوات الإسعافات الأولية فإنه من الصعوبة الاستفادة منها حتي يسمح مندوب الصرف بإستخدامها ولم يعد يعني المسئولين عن إدارة المستشفي إلا التوقيع في دفتر الحضور والانصراف.
والأدهى والاغرب من ذلك أن انباء ترددت عن خوض الدكتور مصطفى متولى مدير المستشفى الانتخابات البرلمانية القادمة، علماً بأنه لم يستطع التحكم فى مستشفى والاهتمام بأبسط حقوق المواطن الشرقاوى حتى يتمكن من ترشح نفسه من أجل المنظرة وطمعا فى”الحصانة”
خلاصة القول أننا رصدنا مقبرة للموتى لا مستشفى تسعف البشر .. فهل ستظل حكومتنا تدير وجهها عنا ؟ من المسئول يامدير المستشفى عن هذا التقصير والإهمال الذى لايدفع ثمنه سوى المواطن الغلبان ، نطلب من السيد وكيل الصحة بالشرقية بمحاسبة المقصرين و أن يمر على المستشفى و يرى تلك الفضائح ، كما نتوجه للسيد محافظ الشرقية باعطاء اهتمام للمستشفى و محاسبة المقصرين ، و نتوجه للسيد وزير الصحة ، إلى متى سيظل قطاع الصحة بتلك الصورة السيئة .