انتهت الندوة العلمية التي عقدها مركز الدراسات والبحوث البيئية بعنوان “الفحم بديلا للطاقة هل هذا هو الحل ” والتي تأتى في إطار الإهتمام الإعلامى والشعبي بعجز الطاقة الأمر الذي خلق لدى المواطن العديد من التساؤلات التي وجب الإجابة عليها والتي تضمنت ثلاث محاضرات تهدف إلى الرد على هذه التساؤلات .
حيث ألقى المحاضرة الأولى الدكتور جمال يحيى بغدادي أستاذ هندسة التعدين والفلزات كلية الهندسة جامعة أسيوط تحت عنوان ” مستقبل الفحم فى ممصر كمصدر للطاقة ” تضمنت كيفية تكون الفحم حيث يعتبر أهم الرواسب الكربونية الناتجة عن تجمع النباتات وتراكمها بكميات ضخمة ثم طغيان البحر وتغطيتها بطبقات من الصخور الرسوبية التي تتفحم بفعل الضغط والحرارة العالية ،كما تناول الفحم اعتمادا على خواصه الفيزيائية وتركيبها الكيميائي ، كما تناولت المحاضرة الدول المنتجة وكما أوضح أن الصين تحتل رأس القاعدة وكذلك تضمنت الفحم في مصر حيث تعتبر من أهم المناطق المنتجة للفحم في مصر هى منطقة المغارة وعيون موسى كما أوضح أيضا استخدامات الفحم على مستوى العالم التي يزيد بها معدل الاستهلاك العالمي 5,2% سنوياَ،وشرح التلوث الذي يحدثه الفحم على البيئة وأنة تسبب في وفاة أكثر من مليون شخص سنوياَ من تلوث الهواء فضلاَ عن آلاف الأشخاص الذين يلقون حتفهم في حوادث استخراج الفحم.
وفى النهاية شدد على إن تتم دراسة جيولوجية وتعدينية مشتركة لتحديد الاحتياطي الاقتصادي لأماكن تواجد الفحم وتحديد فترة استغلاله ، ويجب إن تتم دراسة الآثار التي خلفتها من مياه جوفية وارتفاع نسبة غاز الميثان في منجم فحم المغارة قبل إعادة استغلاله مرة ثانية وكذلك دراسة تأثر دول مثل الصين وأمريكا من تلوث استغلال الفحم كمصدر لتوليد الطاقة الكهربية وتشغيل محطات الطاقة وصناعه فحم الكوك لا يؤثر عليها لما لديهم من التكنولوجيا المتقدمة للتغلب على الآثار البيئية أكثر من ذلك .
أما المحاضرة الثانية فقد ألقاها الدكتور جهاد أحمد أبو العطا أستاذ الطب المهني والبيئة كلية الطب القصر العيني القاهرة تحت عنوان “مواجهة تأثيرات استخدام الفحم في مصر والتي أكد فيها أن مصر تواجه قضية نقص الإمداد بالطاقة نتيجة تصاعد الاستهلاك خلال العقدين الأخيرين بشكل كبير يرجع إلى تضاعف الحمل الأقصى لإنتاج الكهرباء مما دعى الحاجة لاستخدام الفحم كوقود وأوضح أن استخدام الفحم يؤدى إلى زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة حوالي 70% مقارنة بالغاز الطبيعي وهذا يتعارض مع سياسات الدولة المعلنة وهى التنمية الاقتصادية الأقل اعتماداَ على الكربون واستخدام تكنولوجيا الإنتاج الأنظف فكان من الضروري وضع المعايير والضوابط البيئية التي تهدف إلى التقليل من انبعاثاتها وأثارها وليس منعها تماما .
وتعتمد كمية الانبعاثات بدرجة كبيرة على درجة تقدم المجتمع اقتصاديا وسياسياً وكذا النظم والقوانين والتشريعات السائدة ومستوى التعليم والثقافة والوعي بالحقوق والواجبات وهو ما يفسر التحسن الكبير في نوعية البيئة فى الدول المتقدمة ، كما تناولت المحاضرة أيضا أساليب التحكم والسيطرة على انبعاثات الفحم لقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن عزمها على التخلص بالتدريج من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم وكذلك ألمانيا و أوروبا تم وضع معايير خاصة بالصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حيث يعتبر الفحم من اكبر مصادر هذه الانبعاثات وقد تم طرح سؤال فى المحاضرة فما هي أساليب للتحكم والسيطرة على انبعاثات الفحم تتلخص في الإجراءات البيئية فهى تنقسم إلى إجراءات فنية وإجراءات مؤسسية وتنظيمية وإجراءات تشريعية وإجراءات الصحة المهنية وأخيرا إجراءات صحة البيئة.
أما المحاضرة الثالثة التى ألقاها الدكتور نادر شحاتة دوس مدير عام جهاز شئون البيئة السابق فرع أسيوط بعنوان ” هل استخدام الفحم كوقود بديل هو الحل الوحيد ” وتناولت استعمال الفحم فى صناعة المواد المختلفة مثل الحديد و الفولاذ وكذلك صناعة الأدوية والأصباغ والأسمدة ’ مضيفا أن أهم ما يميز الفحم عن باقى مصادر الطاقة التقليدية أنه متوفر بكميات كبيرة فى الكرة الأرضية وبأسعار رخيصة .
وقد أضاف إن تطوير مصادر الطاقة وتنويعها من مصادر نظيفة أو متجددة هو خيار استراتيجي يجب على جميع الدول العمل على تحقيقه ، وهذا بعد أن موافقة الحكومة على قيام شركات الأسمنت باستيراد الفحم لاستخدامه كوقود بديل عن المازوت والغاز الطبيعى ووجود أزمة حقيقية فى مصادر الطاقة التى تهدد برامج التنمية ، ربما يكون التوجه غير صحيح من الناحية البيئية لكثرة التلوث ولكن فى ذات الوقت نواجه تحدياً كبيراً بتناقص موارد الطاقة مقارنة بزيادة كبيرة فى الطلب على الطاقة ، وهناك عدة خيارات قيد الدراسة منها الطاقة الشمسية والطاقة النووية .