بدأت الزوجة الفاتنة والتى تبلغ من العمر 47 عاما تروى قصتها لاعضاء مكتب التسوية الاسرية بكفرالشيخ لتوضح لهما اسباب لجؤها الى طلب الخلع من زوجها,فقالت:منذ ان جئت الى الحياة,وجدت نفسى بين اسرتى السعيدة فالاب مهندس معمارى ويشهد له الجميع بالادب بين اهالى قريتنا التابعة لكفرالشيخ والام خريجة تجارة ولكنها رفضت العمل حتى تتفرغ لاولادها والتى استطاعت ان تعطى لنا الكثير والكثير فى فن الاخلاق والادب بالاضافة الى اجتيازنا انا وشقيقى الذى يصغرنى بعامين جميع المراحل الدراسية حتى وصلنا الى المرحلة الجامعية فالتحقت انا بكلية الاداب بجامعة طنطا ولحقنى شقيقى بكلية التجارة وكنت فى الشسنة الثالثة وشقيقى فى السنة الاولى,وفى احد الايام وبعد الانتهاء من يوم دراسى داخل الكلية,وتوجهت الى منزلى بقريتى التابعة لمحافظة كفرالشيخ,وبمجرد ان قمت بفتح باب الشقة فوجئت بوالدتى تنادى بصوت مخنفض عندنا ضيوف,,واخبرتها من هم؟؟فأجابتنى والفرحة تكسو وجهها,قالت لى ستعرفين الان!!! واخبرتنى بان اقوم بتغيير ملابسى لاقوم بتقديم واجب الضيافة الى الضيوف الى بدأت أفهم بأن الامر ليس طبيعيا,وحدث ماتوقعته انه احد المهندسين واحد ابناء اصدقاء والدى جاء ليتزوجنى,ووافق الجميع على اتمام جميع مراسم الخطوبة والزواج بعد تخرجى من الكلية,وكم كنت سعيدة لهذا الزواج ففى زوجى جميع المميزات التى تتمناها اى زوجة.
وتزوجنا وكانت ليلة العمر كما يقولون وكانت الفرحة عارمة فى وجوه اسرتى ابى وامى وشقيقى,وبدأت حياتنا انا وزجى والتحقت باحد الجهات الحكومية والتى يتقاضى العاملون رواتب جزافية,واستمرت حياتنا والتى اثمرت عن وجود اربعة من الابناء,وبدأ زوجى يفكر بالسفر الى الخارج وذلك حتى يربى ابناؤنا على اكبر قدر من مستوى التعليم والح على بأن اقوم بالسفر معه حتى اعمل معه هناك ويزيد الرزق بما يعود بالفائدة على اولادنا,ورفضت فى البداية متعللة بأن رواتبنا تكفى لتربيتهم على اعلى مستوى ولكنه كان يقنعنى بان لانزال نحتاج كذا وكذا الى ان وافقت على السفرمعه الى احد دول الخليج,وسافرنا جميعا ومعنا ابناؤنا.
وتواصل الزوجة حديثها بأن كل ماتتقاضاه من مكافأت او رواتب كانت تعطيهم الى زوجها, لتحقق رغبة الزوج فى مزيد من الثراء ,ومرت السنوات وتشاورنا انا وزوجى فى ان اقوم برعاية الابناء لانهم فى هذا السن يحتاجون الى من يقف بجانبهم ,ونالت الفكرة قبولا لدى زوجى وتفرغت فقط لتربية ابنائى ورعاية زوجى فى الغربة , حتى ارتفع شأنه وأصبح رجل اعمال ناجح يمتلك الملايين , وكذلك وصل ابناءنا إلى المرحلة الجامعية بدولة الخليج وكانوا من المتفوقين دراسيا بالجامعة حتى تخرجوا منها جميعا وحصلوا على اعلى درجات من التفوق.
وقمنا انا وزجى وابناؤنا باتخاذ القرارالنهائى بالعودة الى مصرنا الحبيبة وذلك بعد ان من الله علينا بالخير الوفير,وهو القرار الذى كانت تنتظره سنوات طويلة بالإضافة للاستقرار المادى الذى نتمتع به ومعيشتنا وسط الأهل والاحباب , لكن تأتي الرياح أحيانا بما لا تشتهى السفن,وتبكى الزوجة بقوة تدل على معاناتها الكبيرة!!! وهى تقول أن الزوج أضاع تعب السنين فقد ذهب كل ماجمعناه من اموال وهى (تحويشة العمر) ادراج الرياح,وذلك عندما تعرف زوجها على رجل يعمل فى مركز مرموق في الدولة وقرر أن يشاركه بالمال فى مشروع كبير , وهو الذي يستلزم بالتبعية رأس مال كبير حتى يتمكن من تحقيق عائد اكبر, و بالفعل يقرر زوجى ان يدخل معه فى المشروع بكل امواله التى جمعناها بالكد والاجتهاد لسنوات وأعطى لهذا الشخص كل ما نملكه من اموال فى سبيل حصوله على عائد مادى ثابت.
و مرت شهور ونحن ننتظر على احر من الجمر حصولنا على العائد من هذا المشروع,وكان زوجى واثق كل الثقة ويؤكد لنا بأن هناك خيرا كبيرا سيأتى الينا, ولكن اصبحت شهورالإانتظار سنوات من العذاب, وهنا ادركت اننا وقعنا ضحية الى احد النصابين,الى ان بدأت الاموال التى كنا نعيش عليها اوشكت ايضا على الانتهاء, ثم كانت الكارثة الكبرى عندما تم إلقاء القبض على الرجل المسئول شريك الرجل الذى أخذ ملايينهم, حيث اتهم بتوظيف الأموال واتضح أنه قام بالنصب على كثير من اصحاب الملايين فى فترة قصيرة من بينهم زوجى,وبدأنا تخبطت اسرتنا كثيرا بحثا عن حل لإعادة الملايين مرة اخرى ,ولكن دون فائدة لأن القانون لا يحمى المغفلين,وتستمر الزوجة فى حديثها,وظللنا فترة طويلة للبحث عن طوق للنجاة من هذا المأزق خاصة بعد إفلاس زوجى,الذى اصبح لا يملك قوت اليوم الواحد حتى يحضر لنا الطعام والشراب,وهنا قررت الوقوف بجانب زوجى مجددا مثلما فعلت من قبل معه فى سنوات الغربة الطويلة,حيث كنت قد ادخرت بعض الاموال من والدى ووالدتى رحمهما الله كانا قد تركهم لى باحد البنوك بأسمى بعد ان قاموا ببيع نصيبهم فى قطعة ارض زراعية, كما انها حاولت اقناعه بأنها ستعود الى عملها,وبعد مفاوضات عنيفة وذلك لعدم اقتناعه بعودة زوجته الى سايق عملها لعدم قيامها بصرف الاموال عليه وعلى اولاده,ولكنه فى النهاية وافق على عودتها الى عملها القديم.
واستطعت أن أثبت لزوجى انه وقع فى خطأ كبير,حيث اعاننى الله وحققت نجاحا كبيرا فى مجال عملى,وحصلت على الكثير من الحوافز والمكافأت اكثر مما كنت احصل عليه بدولة الخليج,وحققت اموالا لا باس بها ولم أبخل يوما على بيتى ولكنى قمت بالانفاق على ابنائى ومنزلى حتى اعوضهم ماضاع,وذلت المزيد من الجهد ايضا وحصلت على عدة وظائف مرموقة لابنائى الاربعة حيث قام كل واحد منهما بالاعتماد على نفسه,وفى ظل نجاحاتى مع الابناء شعرت بأن هناك شخصا يجلس دائما منتظرا ينظر اليها بحسرة بالغة شاعرا بالفارق بينها وبينه , محبطا بالفشل الذى اضاع سنوات عمله وعمره وامواله, وبرغم أننى حاولت ألا أشعره بوجود أى فارق بينى وبينه,ولكن الغيرة كانت قد اعمته ودبت فى قلبه بسبب نجاحى, ومن هنا عرفت اسرتى طريق المشاكل لدرجة لا توصف ولا يتخيلها عقل ,بل اصبحت الحياة بينى وبين زوجى اشبه بالمستحيل فى ظل نجاحاتى المستمرة فى نطاق عملى الدؤب وسط رؤسائى حتى تمت ترقيتى الى درجة مدير عام وهو منصب عاليا جدا فى هذه الجهة الحكومية,وعلى الرغم من كافة المشاكل ومحاولته المستمرة فى استفزازى امام ابنائى لم أجد حلا امامى الا الخروج من المنزل وطلبت منه الطلاق ولكنه وبكل برود تام قام بالرفض مهددا بايذائى وضربى فى حال طلبى مرة اخرى الطلاق.,الامر الذى جعلنى ان اقوم باللجؤ إلى محكمة الاسرة بكفرالشيخ للحصول على حريتى والتي سلبها زوجى,والتى استمرت الى عدة سنوات, وقالت أن زوجى لم يكفيه ما اضاعه من عمرها, ولم يقم بالاتعاظ فى ما تعرضوا اليه وتورطوا فيه من مشكلات طارئة والتى كادت أن تعصف بمستقبل الاسرة بالكامل الى مرحلة الدمار والخراب,والان لايريد الا شيئا واحدا هو ان يضيع النجاح والذى عاد مرة اخرى بصعوبة بالغة مؤكدة بانها لم ولن تسمح بضياع ماحققته من نجاح الى نجاح,وفشلت كل محاولات الصلح بين الزوجين بسبب عدم حضور الزوجين فى جميع جلسات الصلح الامر الى تم بمقتضاه احالة اوراق القضية الى المحكمة لتقوم بالفصل فيها فى الخامس عشر من شهر يونيو الحالى.