حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أن معدلات سوء التغذية على مستوى العالم ما زالت مرتفعة على نحو غير مقبول، وأن الفاقد الاقتصادي بسبب الأمراض غير المعدية المرتبطة بالمشكلة سيقارب 50 تريليون دولار في العقدين المقبلين.
وقال المدير العام المساعد للمنظمة، عبدالسلام ولد، في ورشة عمل إقليمية ضمن الاستعدادات للمؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية الذي سيعقد في روما الأسبوع القادم، إن أكثر من ملياري شخص يمثلون 30% من سكان العالم يعانون من أحد أشكال سوء التغذية.
وأشار أحمد إلى الارتفاع السريع في معدلات البدانة بين الأطفال والبالغين، وكذلك الإصابة بالأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي، وفي مقدمتها أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري.
وأضاف أن المؤتمر سيعقد على المستوى الوزاري وستشارك فيه وفود من 155 دولة وسيعمل على وضع إطار سياسات مرن لمواجهة تحديات التغذية الرئيسية في العالم.
وسيراجع المؤتمر التقدم الذي تم إحرازه منذ انعقاد المؤتمر الدولي الأول المعني بالتغذية في 1992.
ولفتت الفاو، في ورقة حقائق وزعت خلال ورشة العمل إلى أن الناتج الاقتصادي العالمي سيخسر 47 تريليون دولار على مدى العقدين المقبلين نتيجة الأمراض غير المعدية المتصلة بالوزن الزائد والبدانة، كما يمكن أن تصبح التكلفة الكلية أضخم من ذلك إذا أضيفت لها النفقات على الرعاية الصحية.
ومن المقرر عقد المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة في روما خلال الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر، وتشترك في تنظيمه الفاو ومنظمة الصحة العالمية.
من جهته، أوضح المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، علاء الدين العلوان أن عبء سوء التغذية يتزايد في العديد من بلدان إقليم شرق المتوسط، إذ يقدر أن 50% من وفيات الأطفال في الإقليم ترجع إلى سوء التغذية، معتبراً أن الأمراض غير المعدية المرتبطة بسوء التغذية تسبب حوالي 57% من إجمالي الوفيات في الإقليم.
بدورها، أعلنت فاطمة هاشم، خبيرة التغذية وحماية المستهلك في الفاو، أن مشاكل سوء التغذية جعلت أربعة بلدان عربية وهي اليمن بنسبة 50% ثم السودان 40% ومصر 30% وموريتانيا 23%، ضمن البلدان الأعلى في انتشار التقزم لدى الأطفال.
وقالت هاشم إن سوء التغذية في المنطقة زاد في فترة كان النمو الاقتصادي فيها سريعاً، مما يستدعي الاهتمام بتوزيع عائد النمو الاقتصادي.
من ناحيته، اعتبر أيوب الجوالدة، المستشار الإقليمي للتغذية لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، أن كل دولار يستثمر في تحسين التغذية يأتي بعائد عشرة دولارات في التنمية الشاملة للدول.