“عاجل ومهم للغاية.. يمنع إذاعة أي أغنية على أي محطة للمغني حمزة نمرة وفورا.. عبد الرحمن رشاد، عضو مجلس الأمناء المنتدب ورئيس الإذاعة المصرية”.
هكذا جاء نص القرار الذى تلقت جميع المحطات الإذاعية المصرية نسخة منه وسرى تطبيقه منذ يوم 12 نوفمبر/ تشرين ثان الجاري.
رئيس الإذاعة المصرية أرجع، في تصريحات هاتفية لـ”لأناضول”، سبب اتخاذ قراره لـ “معارضة” المطرب الشاب للنظام الحاكم في مصر حاليا.
وأضاف: “من يعارض النظام الحاكم يعارض بالتبعية إعلام الدولة الرسمي بل وجموع الشعب المصري؛ لأن هذا النظام هو الذي يحارب الإرهاب حاليا نيابة عن كل المصريين”.
وتابع: “الشعب هو الذي خرج في ثورة الثلاثين من يونيو (حزيران، 2013) التي لا يعترف بها نمرة ويقدم أعمالا فنية تترحم على ثورة 25 يناير (كانون ثان) 2011 التي يراها انتهت في الثلاثين من يونيو (حزيران، 2013) لأنه أدى لانقلاب عسكري وليس إلى ثورة”.
ورفض رشاد الاتهامات التي توجه للإعلام الحكومي بسبب تبنيه لوجهات نظر النظام الحاكم ومنع من يخالفها الرأي قائلا “النظام الحاكم هو الذي يحارب الإرهاب نيابة عن الشعب المصري كله؛ فأصبح لزاما علينا أن نصطف في خندق الوحدة والتآلف الذي يحاول النظام فرضه حاليا وألا نقف في خندق المعارضة التي تضر بمصالح الوطن”.
واختتم تصريحاته بتوضيح أنه لم يكن يعلم من هو حمزة نمرة ولم يسمع أيا من أغنياته من قبل، لكن بعض المذيعين العاملين في الإذاعة المصرية رفعوا له تقارير “مفادها أن هذا المطرب يعادي النظام ويقدم أعمالا فنية معارضة له، فاتخذت قرارا بمنع أغنياته إثر تلك التقارير”.
من جانبه، أبدى الناقد الفني طارق الشناوي “انزعاجه الشديد” من قرار رئيس الإذاعة المصرية، متسائلا “لماذا يصرون على العودة بنا للوراء؟!”.
وروى الشناوي لـ”الأناضول” كيف أنه في عقب نجاح ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 في الإطاحة بالملك فاروق من على عرش مصر، تعالت الأصوات المنادية بمنع أغاني (المطربة المصرية الراحلة) أم كلثوم بدعوى أنها صوت العهد الملكي الذى قدم العديد من الأغنيات التي تمتدح شخص الملك.
واستدرك قائلا “محاولات منع أم كلثوم فشلت في الخمسينيات، فكيف بمحاولات منع حمزة نمرة أن تنجح ونحن على مشارف عام 2015؟!”.
ولفت الناقد الفني إلى أن “مساحة الأغنيات التي يقدمها حمزة نمرة لم تكن كبيرة في الإعلام الرسمي حتى حينما كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير (كانون ثان) في أوجها لذلك كان تركيزه الأكبر على مساحات الإعلام الخاص والإعلام الاجتماعي”.
وأضاف: “بناء على ما سبق لن يضير هذا القرار الفنان الشاب، وإنما يضير قادة الإعلام الرسمي المصري المصرين على إقصاء كل صوت فني معارض إرضاء للنظام و لو على حساب مهنيتهم”.
واشتهر المطرب الشاب كأحد مطربي ثورة 25 يناير/ كانون ثان 2011، ومالت مواقفه السياسية إلى ما يسمى بـ”التيار الثالث” الرافض لحكم جماعة الإخوان المسلمين وحكم الشخصيات القادمة من خلفية عسكرية.
ورغم معارضته لحكم الإخوان إلا أنه رفض إزاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو/ تموز 2013، ووصفها في تصريحات صحفية بـ “الانقلاب”، وشارك في مسيرات رافضة لفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة لأنصار مرسي يوم 14 أغسطس/ آب من العام الماضي.