شهدت مصر، مظاهرات متعددة، منذ صباح أمس، في كل أرجائها، بعد الحكم بالبراءة على مبارك ونجليه ووزير داخليته ومساعديه، في محاكمة القرن، وانطلقت تلك المظاهرات من ميدان التحرير، صاحب الشرارة الأولى لثورة 25 يناير 2011، إلا أنه كان للجامعات المصرية نصيب خاص منها اليوم، حيث هزَّت الاحتجاجات داخلها جميع أركانها، فتشعبت ما بين جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية وحلوان والأزهر والمنيا وبني سويف والزقازيق.
فبعد عدة أشهر، صمتت فيها الحركات السياسية والثورية داخل الجامعات، عادت اليوم وبقوة لها، في مشهد هو الأول من نوعه، حيث خرجت هذه الحركات جنبًا إلى جنب مع مسيرات طلاب الإخوان، للمرة الأولى، لرفض هذه الأحكام القضائية في محاكمة القرن، طوال يوم حافل بالكثير من الهتافات والدعاوى المنددة.
“المطلب جماعي، ناتج من غضب جميع المصريين، ويحتاج لتوحيد القوى السلمية، وجميعنا رافضون للعنف” بهذه الكلمات، أوضح عماد عبدالحميد، المنسق الطلابي لحركة 6 أبريل، سبب تجمع المسيرات الطلابية للقوى الثورية مع طلاب الإخوان وائتلاف طلاب ضد الانقلاب، مؤكدًا التزامهم بالسلمية في المظاهرات وعدم اشتباكهم مع أي من أفراد الأمن.
وأضاف عبدالحميد، في تصريحات صحفية ، أن جميع المسيرات التي خرجت اليوم، من مختلف الجامعات المصرية، كانت بدون تصاريح، مبررًا ذلك لكونها تمت داخل حرم الجامعة، لافتًا إلى أنه سيتم عقد المزيد من الفعاليات خلال الأيام المقبلة.
فيما قال عمار أحمد، عضو حزب الدستور بجامعة القاهرة، إن الحزب هو من مؤسسي “ائتلاف طلاب مصر”، وأنه شارك بمظاهرات اليوم، إلا أن طلاب الحزب انسحبوا من المسيرات فور انضمام طلاب الإخوان إليهم، مؤكدًا رفضهم لذلك الفصيل السياسي، مضيفًا أن شعارات اليوم شملت التنديد ببراءة مبارك ونجليه والعادلي ومعاونيه، فضلًا عن شعارات ثورة 25 يناير.
ومن ناحيته، أكد أحمد عبدالعال، المسؤول الطلابي للجنة السياسية بحزب مصر القوية، أن الحزب لن ينضم لائتلاف “طلاب ضد الانقلاب” سوى بشروط محددة، وأنهم لم يشاركوهم في مظاهرات اليوم.
وتابع قائلًا إنه تم الاعتداء على عدد من أعضاء الحزب بجامعة الزقازيق، فيما حدثت اشتباكات بسيطة بين الطلاب وأفراد الأمن الإداري بجامعة المنصورة، مشيرًا إلى أنه سيتم إعداد فعاليات أخرى في الفترة المقبلة.