“هنجيب منين .. عايزين نبنى ونجوز ولادنا !!”، هذا ما تردد بين فلاحى محافظة الدقهلية فى الفترة الآخيرة عند قيامهم بتبوير الأراضي بحثاً عن مسكن لأبنائهم للزواج فيه.
مازالت سلسلة الإهمال والفساد وسط غياب تام من المسئولين وذلك عقب قيام مجموعة من الفلاحين في الفترة الآخيرة بالقرى التابعة لمحافظة الدقهلية، بتبوير الأراضي الزراعية للبناء عليها، وإنشاء مشروعات بها، وإهدار الزراعة التي بدأت تؤدى إلى تحويل الدقهلية من محافظة الزراعة والتجارة والصناعة إلى محافظة التجارة والصناعة وإختفاء الزراعة بشكل كبير وكادت أن تنعدم.
وقام الفلاحون بمحاولات عديدة لتبوير الأراضي الزراعية بالدقهلية، وقال “خالد السيد” من مركز المنصورة، فلاح، أنه يقوم يتبوير أرضه للبناء عليها، لكي يزوج إبنه الوحيد، وأنه ليس لديه أي قطعة أرض غيرها ولم يقدر على شراء قطعة أرض فقرر تبويرها لزواج إبنه، وأكد أن إرتفاع أسعار المبيدات والأسمدة آدى إلى قيام العديد بتبوير آراضيه قائلاً “هنجيب منين!”
وأضاف “إسماعيل رضا” من مركز المنصورة، فلاح، أنه منذ سنتين مضوا حتى الآن إنتشرت ظاهرة تبوير الأراضي الزراعية لأن الأهالي لم تقدر على شراء أراضى وليس لديهم المال الكافي لزواج أبنائهم فيقومون بتبوير أراضيهم أو جزءاً منها لزواج أبنائهم، مضيفاً أن نصف قريتهم قاموا بتبوير أراضيهم للبناء عليها.
وقال “لطفي مجاهد” من مركز المنصورة، موظف، أنه يرى منذ سنتين ونصف تقريباً عملية تبوير الأراضي، ويرى أن هذا جهل وعلى المسئولين أن يقومون بالوقوف لهذه المهذلة والكارثة التي ستؤدى خلال السنوات القليلة المقبلة إلى إنهيار الزراعة بالكامل بالدقهلية.
وأشار “محمد زين” من مركز المنصورة، موظف، أنه على محافظ الدقهلية والمسئولين أن يقفوا لهذه الكوارث التي أدت إلى إنعدام الرقعة الخضراء وشبه إنعدامها، مناشداً المسئولين بسرعة التوجه إلى القرى والنزول بحملات مكثفة عليها للقضاء على كارثة من أخطر الكوارث.
وأشار “مصطفى ناصر” من مركز المنصورة، مهندس مدني، على المحافظة القيام بحملات توعية في القرى وندوات تثقيفية لتوعية الفلاحين لأنهم ليس لديهم قدر من العلم بتفهم العديد من المخاطر والكوارث التي من الممكن أن تهدد الزراعة بالمحافظة، مضيفاً وعلى الجهات الرقابية والمسئولين وعلى رأسهم المهندس “عمر الشوادفي” محافظ الدقهلية، عمل جولات تفقدية للقرى المتواجد بها تبوير أراضى بنسب كبيرة وتوعية الأهالي من هذه المخاطر التي ستهددهم فيما بعد وليس اليوم.
هذا هو حال محافظة الدقهلية, أراضى زراعية تختفي، ومواطنون يعاونون من إختفاء الأجهزة الرقابية، والبعض الآخر يبحث عن كيفية تبوير أراضيه الزراعية للبناء عليها لكي يبحث عن معيشة لإبنه وزواجه! وحجة إرتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، فهل للمسئولين رأى آخر؟َ!