Breaking News

لجنة الاستخبارات بـالكونجرس تكشف عن تورط “سى آى أيه” بعمليات تعذيب بعد 11 سبتمبر.. رئيس وزراء بريطانيا وجون ماكين يدينان.. ومدير الجهاز ينفى

قالت النائبة الأمريكية ديان فينستين ورئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، المعنية بنشر تقرير التعذيب الخاص بوكالة الاستخبارات الأمريكية “سى آى إيه”، أمس الثلاثاء، “إن الوكالة أمدت البيت الأبيض والكونجرس ووزارة العدل ووسائل الإعلام والجمهور الأمريكى بمعلومات خاطئة، لتبرر عمليات التعذيب التى تقوم بها ضد معتقليها.

ذكرت “فينستين” قيام الـ”سى آى إيه” بفبركة معلومات تفيد القبض على إرهابيين، وإحباط عمليات إرهابية ضد أمريكا، ثبت عدم صحتها عند مراجعة تقارير وكالة الاستخبارات نفسها، مضيفة أن جزءا من تلك المعلومات الخاطئة قدم للرئيس الأمريكى، فى محاولة لتبرير برنامج استجواب المعتقلين عن طريق التعذيب.

كشفت “فينستين” أن لجنة الاستخبارات داخل الكونجرس الأمريكى لم تُعرف ببرنامج الـ”سى آى إيه” الجديد إلا قبيل ساعات من إعلان الرئيس الأمريكى السابق “جورج بوش” له فى خطاب ألقاه 6 سبتمبر عام 2006، مضيفة أن المعلومات التى تصف مهام البرنامج المسمى “وسائل استجواب متطورة” لم تكن دقيقة، ونتائج البرنامج لم تكن صحيحة أيضا.

وقالت “فينستين” إن العديد من نواب الكونجرس- هى بينهم- اعترضوا على وسائل وكالة الاستخبارات آنذاك، وقدموا ذلك فى شكل مذكرات مكتوبة، ولكن جهاز الـ”سى آى إيه” لتمرير برامج تعذيب المعتقلين قدمت مذكرة لوزارة العدل الأمريكية لا تتضمن أى اعتراضات من قبل نواب الكونجرس.

وقالت رئيسة لجنة الاستخبارات، “إن السى آى إيه قدم معلومات مغلوطة وغير دقيقة للبيت الأبيض حول مدى تأثير ونتائج وسائل تعذيب المعتقلين، وتجاهل إجابة أسئلة مباشرة من مسئولين فى البيت الأبيض حول برنامج الاستجواب”.

وأضافت “ديان” أن اللجنة التى راجعت 6.3 مليون ورقة من سجلات الـCIA، وقدمت تقريرا مكون من 500 صفحة، وجدت أن أساليب الاستجواب المتطورة التى استخدمتها الـCIA لم تكن فعالة، وكانت أكثر وحشية مما صورته الوكالة للرأى العام الأمريكى وصناع السياسية.

ويعرض التقرير تفاصيل احتجاز ما يقرب من 119 فردا خارج الولايات المتحدة الأمريكية، واستخدام أساليب استجواب قسرية وصلت فى بعض الحالات إلى تعذيب.

وأوضحت رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ أن أساليب برنامج التعذيب، الذى استخدمته الـCIA لم تكن فعالة، حيث راجعت اللجنة 20 مثلا بارزا “لنجاحتها” فى مكافحة الإرهاب، والذى اعزته الوكالة إلى استخدام هذه الأساليب، لكنها وجدت أن جميع هذه الأمثلة كانت خاطئة، إذ لم تكن هناك علاقة فى بعض الحالات بين المعلومات، التى قدمها المعتقل الذى طبق عليه برنامج الاستجواب.

وأكدت أن المعلومات التى أدت إلى نجاح الوكالة فى بعض الحالات أخذت من المعلتقين قبل تطبيق البرنامج، أو حصل عليها من مصادر لا تشمل المعتقلين، وتحدثت عن أن الأساليب التى استخدمت فى الاستجوابات نتج عنها معلومات مفبركة، ولم تدر حينها الوكالة بذلك، مما أسفر عن اعتقاد ضباط الـcia بأنهم يحصلون على معلومات استخباراتية مهمة والواقع ليس كذلك.

وقالت رئيس لجنة الاستخبارات فى “الشيوخ” إن “السى آى إيه”، تدرك أنها لم تراجع مدى فاعلية أساليب الاستجواب برغم التوصيات، من مستشارة الأمن القومى، كوندليزا رايس، وقيادة لجنة الاستخبارات فى الكونجرس.

وكشفت ديان فينستين، رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ أن سوء إدارة وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ CIA لبرنامج التعذيب، ظهرت جليا فى سوء إداراتها لمؤسسة اعتقال بدأت عملياتها فى سبتمبر 2002، وأشير لها مجازا فى التقرير لأسباب أمنية باسم “كوبالت”، إذ لم تحتفظ سوى بسجلات رسمية قليلة للمعتقلين بداخلها، فى الوقت الذى أجرى فيه عمليات الاستجواب بشكل منتظم ضباط غير مدربين، وغير مصرح لهم واستخدموا أساليب لم ولن تكن جزء من برنامج الاستجواب الرسمى للوكالة.

وأوضحت أن الوكالة الأمريكية وضعت ضابطا صغيرا ليس له خبرة مسئولا عن “كوبالت”، وفى نوفمبر 2002، لاقى معتقل احتجز عاريا بشكل جزئى ومكبل بأرض خرسانية، مصرعه فى المؤسسة لانخفاض درجة حرارة جسمه.

وعند إجراء حوارات مع مسئولين فى مكتب المفتش العام، اعترفت قيادة الـCIA بأنهم لا يعرفون كيفية إجراء العمليات فى تلك المؤسسة، بينما أعرب البعض منهم عن تشككه فى أن أساليب الاستجواب المتطورة تستخدم هناك.

وأكدت فينستين أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لم توظف أشخاصا مؤهلين ومتدربين للقيام بعملهم، ووزعت أفراد ليس لديهم خبرة، فى الوقت الذى استخدمت فيه ضباطا يعرفون بطبيعتهم الحادة، والتى تشكل تاريخا من العنف والمعاملة المسيئة تجاه الآخرين، كما كشفت أن الوكالة استخدمت أطباء نفسيين خارجيين، لتطوير والعمل وتقييم عمليات الاستجوابات، غير أن خبرتهم السابقة كانت فى سلاح الجو والطيران والمقاومة والهروب، ولم تكن لهم خبرة فى مجال الاستجواب، فضلا عن أنهم ليس لديهم معلومات متخصصة عن القاعدة، أو خلفية حول مكافحة الإرهاب أو أى خبرة ثقافية أو لغوية متعلقة بالمعتقلين.

وأوضحت رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ أنه من بين 119 معتقلا كانوا لدى الـCIA وقت البرنامج، كان بينهم 26 محتجزا دون وجه حق، كما احتجزت الوكالة معتلقين لأشهر بعد أن قررت الإفراج عنهم، ولم توفر معلومات كافية حول سبب بقائهم.

وتفاوتت ردود الأفعال حول تقرير اللجنة، فقد انتقد النائب الأمريكى فى الكونجرس ومرشح الرئاسة السابق عن الحزب الجمهورى “جون ماكين” أساليب التعذيب التى استخدمها جهاز الـ”سى آى إيه”.

وضرب “ماكين” مثلا بعملية استهداف الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة “أسامة بن لادن” عام 2011، زاعما نجاح العملية دون تعذيب أى شخص، مطالبا جهاز الـ”سى آى إيه” بتبنى أساليب مختلفة لمكافحة النشاط الإرهابى ضد الولايات المتحدة.

ونشر رئيس الوزراء البريطانى “ديفيد كاميرون” بيانا، يؤكد فيه عدم فاعلية أساليب التعذيب فى الاستجواب، وتأثيرها على قيم الدول المتحضر بشكل سلبى، مشيرا إلى محاولات تجاوز الأخطاء التى ارتكبتها الحكومات الغربية بعد الحادى عشر من سبتمبر، لافتا إلى “لجنة جيبسون” التى دعا إلى تأسيسها فى بريطانيا عام 2010 للكشف عن عمليات تعذيب قامت بها أجهزة الاستخبارات البريطانية فى استجواب المعتقلين.

ونفى مدير الـ”سى آى ايه” “جون برينان”، تقديم الاستخبارات الأمريكية معلومات مغلوطة للبيت الأبيض والكونجرس وسائل الإعلام المختلفة، معترفا بأخطاء ارتكبها الجهاز فى الفترة المبكرة من تبنى أساليب الاستجواب بعد 11 سبتمبر 2001، مستعرضا مجهودات نساء ورجال الـ”سى آى ايه” لحماية المجتمع الأمريكى، مؤكدا بأن أساليب استجواب الـ”سى آى إيه” قدمت معلومات أنقذت حياة العديد من الأمريكيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *