اقيمت ندوة “الطريق الى ايلات بين والواقع والسينما” ضمن فعاليات مهرجان “كام السينمائي الولي للافلام القصيرة والتسجيلية” في دورته الرابعة والذي يقام تحت شعار “حورس .. الرؤى ” وذلك برعاية وزارة السياحة ونقابة المهن السينمائية ،والذي يشارك به 100 فيلم من اكثر من 40 دولة هذا العام
فبعد عرض فيلم “الطريق الى ايلات” مدته 143 دقيقة هو فيلم عسكري اكشن تدور أحداثه إبان حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب أكتوبر المجيدة، عن قيام مجموعة من الضفادع البشرية المصرية بمهاجمة ميناء (إيلات) الحربى ونجاحهم فى تدمير سفينتين حربيتين هما (بيت شيفع) و(بيت يام) واللتان كانت تهاجمان مواقعنا فى البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء، ومحاولاتهم لتنفيذ العملية والعودة لمصر بأقل خسائر ممكنة. تمثيل: عزت العلايلي ،نبيل الحلفاوي ،صلاح ذو الفقار ،محمد الدفراوى ،عبدالله محمود ،ناصر سيف ،هاني كمال ،محمد سعد ،محمد عبدالجواد ،هشام عبدالله ،علاء مرسي ،طارق النهري ،يسري مصطفى ،مادلين طبر ،مدحت مرسي ، سليمان عيد ، شيرين وجدي ،ناهد رشدى ، انتاج التلفزيون المصري 1993 – ممدوح الليثي – ،تأليف الراحل / فايز غالي ، ومن إخراج : انعام محمد علي
ادار الندوة المستشار / عاطف لبيب النجمي والتي تغيب عنها لسفرهم ابطال العملية الحقيقين وهما :الضفدع / نبيل عبد الوهاب والضفدع /عمر عز الدين ولكن تحدث خلال الندوة كلا من : مخرجة فيلم “الطريق الى ايلات” المخرجة / انعام محمد علي والعميد بالقوات المسلحة / سمير راغب ، الكاتب الصحفي / محمد القصبي نائب رئيس تحرير جريدة المسائية
وقد تحدثت المخرجة / انعام محمد علي عن اسرار لم تنشر من قبل عن احداث الفيلم وكواليسه وقالت في نقاط :
اولا : حقيقة احداث الفيلم ان هناك 3 عمليات منفصلة قامت بها رجال الضفادع البشرية وليس كما جاؤا بالفيلم كعملية واحدة فالعملية الاولى كانت تبديل السيارات وذهابهم الى منطقة بعيدة عن منطقة التجهيز ثم العملية الثانية التي دخلوا فيها ميناء ايلات وفجروا سفيتي بيت شيفع – اي بيت الاسد – وبيت يم – بيت الفتاة – ، والعملية الثالثة هي تدمير الرصيف الحربي ،
ثانيا :اما عن السر الاخر فانه جاء بالفيلم ان ضابطي العملية والتجهيز – عزت ونبيل – قاموا بالغطس مكان الضابط الذي جبن والذي اصيب بنزلة برد ولكن في الحقيقة هذا لم يحدث لانه ممنوع في هذا السن الكبير الغطس والفعلي ان اكبر رتبة تسطيع الغطس هي رتبة رائد ،
ثالثا : الضابط الذي اصيب بالبرد بالفعل كان موجود ولكن ليس اثناء العملية ولكن قبل قيامهم بالسفر للقيام بالعملية الاولى ولكنه اشترك في العملية الثانية تعويضا له عن ذلك ،
رابعا : المجموعة الفلسطينية المعاونة والمتمثلة في مادلين طبر في الحقيقة انها لم تكن امرأة ولكنها رجل ولكن نظرا للدور الذي لعبته المرأة الفلسطينية في ذلك الوقت وقولها الارض لا العرض بالاضافة الى المتطلبات السينمائية التجارية حتى لا يكون الفليم خشن بدون الجنس اللطيف ،
خامسا : واما عن صف الضابط الذي جبن بالفعل حدث ذلك وهي نفس بشرية قد تتعرض للضعف وكان في البداية الموضوع خفي عنا ولكن قبل البدء في تصوير الفيلم صرح القادة العسكريين بتلك المعلومة حتى يتم وضعها كشيء للتاريخ ،
سادسا : كان هناك مشهد تم حذفه لطول الفيلم برغبة المنتج / ممدوح الليثي وهو مشهد الدليل الفلسطيني حين جبن هو الآخر وقام الفلسطيني الفدائين بالغناء له ببعض الاغاني الحماسية الفلسطينية حتى يلين ثم اخذهم لمكان الانطلاق الصحيح ،
سابعا : وافصحت ايضا “انعام” على ان الدور الذي اسند للفنان / عزت العلايلي كان في الاساس سيقوم به الفنان / مصطفى فهمي ولكنه اختلف على الاجر حينها وندم ندما شديدا بعد نجاح الفيلم ، وفي مكان التصوير كان “نبيل الحلفاوي” عسكريا بمعنى الكلمة اكثر من قائده “عزت” فكان يبيت معنا في الصحراء بعكس عزت الذي كان يبيت في الفندق ،
ثامنا :تحدثت عن اماكن التصوير والتي كانت في الاسكندرية في القاعدة البحرية وخاصة ابو قير والتي تم بناء بها مكت للسفينتين في سفينة واحدة فجزء لبيت شيفع وجزء لبيت يم وبفعل المونتاج لم يظهر ذلك على الشاشة واثناء تدريبات حريق السفينة استشهد رائد حقيقي من القوات البحرية ، بالاضافة الى التصوير في سيناء والاردن ولكن بغير علمهما ماذا كنا نصور فقد تم خديعتهما مرتنا مرة اثناء العملية الحقيقية ومرة اثناء تصوير الفيلم عن العملية الحقيقية ولكن لا نستطيع اغفال الدور العربي في العملية سواء العراق او فلسطين او الاردن
تاسعا : وفي ختام الفيلم اختلفت مع المؤلف الراحل/ فايز غالي حول مشهد النهاية فكان يريد جنازة لشهيد العملية الوحيد ولكني احببت اني ينتهي الفيلم بفرحة النصر كأنه هدف في مباراة وهي في الاول والاخر عملية انتحارية يمكن ان يكونوا كلهم شهداء ففكرت في فكرة الطائرة والفرحة بالقفز على قائدي العملية في فرحة عارمة بدخولهم الاراضي المصرية ثم انتقلت لصورة ابطال العملية الحقيقيين والتي فعلت المستحيل لاخراجها من المخابرات لانه عند تصوير الفيلم لم يكن مر على العملية 25 سنة حتى تفصح اجهزة المخابرات عن اسماء ابطال عملياتها السرية ومن هنا اشكر كل الشكر امين عام الوزارة “هتلر طنطاوي” والذي صرح لنا بالصورة والتي رفعت من مصداقية الفيلم
ثم تحدث العميد / سمير راغب : احب انا ضيف على الاسرار اسرار جديدة ان العمليات كانوا خمس عمليات : 2 منهم استطلاع داخل الميناء لرسم خطة التنفيذ ثم الثلاث عمليات الاخرى مع تعديل بسيط انهم كانوا اربع سفن وليس اثنان فقط فبالاضافة لبيت شيفع ويام كان هناك – هيدروما ودهاليا – ، وهناك بعض النقاط السريعة وهي : اولا :ان مادة الـ “تي ان تي” هي مادة انفجارية ولكنها عندما تسخن لا تنفجر ولكن تسيح فمشهد توسيع صابع الديناميت كان لن يؤدي للانفجار ولكن كان سيؤدي الى عدم تنفيذ جزء من العملية بضياع احد المتفجرات، ثانيا :المجنزرات الاسرائيلية التي استخدمت في تحميل السفن لم تكن هي المستخدمة في ذلك الوقت هناك ، ثالثا : الافارول المصري – ملابس القوات المسلحة – التي استخدمت بالفيلم هي ملابس الثمانينيات وليست الملابس المموهة الصحراوية التي استخدمت في عام 69
حضر الندوة كلا من : المخرج / علاء نصر ” رئيس مهرجان كام ” ، دكتور / علي المطيري “عضو لجنة تحكيم المهرجان ورئيس اتحاد المنتجين العراقيين المنتخب” ، استاذ / زكي سالم “المستشار الاعلامي للمهرجان” ،المنتج / محمد الغامدي “رئيس اتحاد المنتجين السعوديين” ، المخرج الاردني / زيد محمد علي القضاة وهو مشارك بفيلم “امل” ،
يذكر ان القصة الحقيقة للعمليات هي انه :تم تشكيل ثلاث مجموعات من الضفادع البشرية كل مجموعة مكونة من فردين (ضابط وصف ضابط) وسافروا إلى ميناء العقبة الأردني القريب من إيلات وقامت مجموعات العقبة في 16 نوفمبر عام 1969 بالخروج بعوامة من العقبة حتى منتصف المسافة ثم السباحة إلى الميناء لكنهم لم يتمكنوا من دخول الميناء الحربي فقاموا بتلغيم سفينتين إسرائيليتين هما (هيدروما ودهاليا) وكانتا تشاركان في المجهود الحربي الإسرائيلي في ميناء إيلات التجاري، وهذه هي العملية التي استشهد فيها الرقيب فوزي البرقوقي وقام زميل مجموعته الملازم أول بحري/ نبيل عبد الوهاب بسحب جثمانه حتى الشاطئ حتى لا تستغل إسرائيل الموضوع إعلاميا، كما أكد في حوارات لاحقه أن الشهيد كان صديقه، و لم يكن ليترك جثة صديقه، فسبح بها 16 كيلومترا متواصلين.
فتم إغلاق الميناء بالشباك وتم تحريك لنشات لضرب عبوات ناسفة مضادة للضفادع البشرية وخرجت الطائرات الهليكوبتر لإطلاق قنابل مضيئة للرؤية وتم وضع كشافات قوية جدا حول الناقلتين بحيث يتم اكتشاف اي حركة تحت العمق وعلى مسافة 100 متر فضلا عن زيادة الحراسة على الناقلتين.
وتم تشكيل مجموعتين الأولى بقيادة ضابط بحري اسمه عمرو البتانوني وكان برتبة ملازم أول ومعه الرقيب علي أبو ريشة والثانية بقيادة الملازم أول رامي عبد العزيز ومعه الرقيب محمد فتحي وتحركوا من الإسكندرية بمعداتهم إلى العراق حيث هبطوا في مطار H3 واستقبلهم أعضاء من منظمة فتح الفلسطينية ومنها سافروا برا إلى عمان في الأردن حيث قاموا بالمبيت لليلة واحدة قاموا خلالها بتجهيز الألغام (لغم مع كل فرد) والمعدات وانتقلوا إلى ميناء العقبة حيث استقبلهم ضابط أردني برتبة رائد تطوع للعمل معهم بغير علم سلطات بلاده لأن المنطقة كلها هناك كانت مغلقة عسكريا فكان من الضروري ان يحصلوا على معاونة من أحد أفراد القوات المسلحة الأردنية.
دخلوا المنطقة العسكرية الأردنية وقاموا بالتجهيز النهائي ونزوا الماء بالفعل في الساعة الثامنة والثلث مساء 5 فبراير 1970 بدون عوامة لأنها كانت تحتاج لتجهيزات خاصة واعتمدوا على السباحة والغطس وفي منتصف المسافة الرقيب محمد فتحي تم اتخاذ قرار بعودته إلى نقطة الإنزال في العقبة وأكملوا المهمة بدونه إلى أن وصلوا في منتصف الليل تماما إلى ميناء إيلات بعد السباحة والغطس لنحو 5.5 ميل بحري.
وفي الساعة 12.20 مروا من تحت الشباك، وهجم الملازم أول رامي عبد العزيز بمفرده على “بات يم” بينما هجم الضابط عمروالبتانوني والرقيب علي أبو ريشة على الناقلة “بيت شيفع” وقاموا بتلغيمهما وضبطوا توقيت الانفجار على ساعتين فقط بدلا من أربع ساعات كما كانت الأوامر تنص، وفي الساعة الثانية من صباح يوم 6 فبراير بدأت الانفجارات تدوي في إيلات وخرجت الدوريات الإسرائيلية للبحث عن منفذي الهجوم ولكنهم وصلوا بنجاح إلى الشاطئ الأردني
في ميناء العقبة قبضت عليهم المخابرات الأردنية فقد أدركت أن هذا الهجوم لابد أنه انطلق من أراضيها، وكانت القصة التي ينبغي أن يذكروها في هذه الحالة هي انهم ضفادع بشرية مصرية ألقتهم هليكوبتر قرب إيلات وكان من المفترض أن تعود لالتقاطهم لكنها لم تفعل وأن لديهم توصية بتسليم انفسهم لأشقائهم في الأردن لإعفائها من حرج استخدام أراضيها في تنفيذ هجوم عسكري دون علمها
وقد نشأت فكرة العملية الثالثة حيث وصلت المعلومات من المخابرات الحربية تفيد بأن ناقلة الجنود “بيت شيفع” قد تم إصلاحها بعد التدمير الذي أصابها أثناء عملية الإغارة الثانية على ميناء ايلات غير أنها كبقية السفن تغادر الميناء كل ليلة وتعود إلية في الصباح وكان لابد من إيجاد وسيلة لتعطيل “بيت شيفع” عن الإبحار وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء ايلات ولو لليلة واحدة حتى يمكن مهاجمتها وإغراقها.
وتلخصت الفكرة في وضع لغمين كبيرين يحتوى كل منهما على مائه وخمسين كيلو جرام من مادة الهيلوجين شديدة التفجير على القاع أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه ناقلة الجنود “بيت شيفع” عند دخولها إلى الميناء صباح كل يوم فيتم وضع اللغمين منتصف الليل ويضبط جهاز التفجير على 12 ساعة أي أن انفجار الألغام يحدث نحو الساعة الثانية عشر ظهرا، وفعلا تم وضع اللغمين كمرحلة أولى في ألأماكن السابق تحديدها ولكن اللغم الأول انفجر مبكرا عن موعده في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 15 مايو، وفى الوقت نفسه تأخر وصول الناقلة “بيت شيفع” حتى الساعة الثانية عشرة إلا خمس دقائق أي أن الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بحوالي ست ساعات، أما اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15 وعلى الرغم من أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها إلا انه شوهدت عملية انتشال جثث كثيرة من الماء لأفراد ضفادعهم البشرية الذين كانوا يعملون وقت حدوث الانفجار في تقطيع جسم السفينة “بات يام” التي أغرقتها الضفادع البشرية المصرية خلال الإغارة الثانية على ميناء إيلات، كما شوهدت أكثر من ست عربات إسعاف تنقل الجرحى والمصابين من مبنى الضباط المقام خلف الرصيف الحربي مباشرة.