اعتمد سامح شكرى، وزير الخارجية، هذا الأسبوع، قرار تعيين الدفعة الجديدة 48 من شباب الدبلوماسيين، والتى تضم 19 ملحقاً دبلوماسيا جديداً، والذين تم قبولهم بعد إتمامهم اختبارات التحريرى والحاسب الآلى والشفهى.
وقال الدكتور بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، فى بيان، إنه قد تقدم لمسابقة التعيين فى وظيفة ملحق بالسلك الدبلوماسى والقنصلى الذى عقد فى مايو 2013 عدد 1244 شاباً وفتاة من حملة المؤهلات العليا من جميع التخصصات والجامعات على مستوى الجمهورية، حيث اجتاز عدد 144 متسابقا فقط الاختبار التحريرى، وتمكن عدد 19 متسابقا فقط من الحصول على النسبة النهائية المقررة للنجاح فى كافة الاختبارات والتى تؤهلهم للالتحاق بوزارة الخارجية فى وظيفة ملحق دبلوماسى.
وأظهرت نتائج مسابقة التعيين للالتحاق بالسلك الدبلوماسى تنوع خلفية الناجحين الأكاديمية، التى لم تقتصر على تخصص بعينه، حيث ضمت خريجى العلوم السياسية والحقوق والهندسة والطب والإعلام والصيدلة وإدارة الأعمال والاقتصاد وغيرها، فضلاً عن تنوع الخلفية الاجتماعية للمتقدمين لتشمل كل شرائح المجتمع.
كما لوحظ أيضا أن الدفعة الجديدة المعينة لم تضم أى من أبناء السفراء، حيث تقدم عدد 11 من أبناء السفراء لتلك المسابقة، إلا أن أياً منهم لم يتمكن من الحصول على النسب المقررة للنجاح واجتياز الاختبارات سواء التحريرية أو الشفهية.
وتعد الاختبارات التى تجريها وزارة الخارجية المصرية للالتحاق بالسلك الدبلوماسى واحدة من أصعب الامتحانات التى تجريها وزارات الخارجية فى الشرق الأوسط والعالم.
وتتسم عملية الاختيار بالصرامة والحيادية التامة والموضوعية، والمعيار الحاكم هو اختيار أكفأ العناصر القادرة على اجتياز كافة الاختبارات على تنوعها وبنسب نجاح مرتفعة ومحددة، حيث يتعين على الراغبين بالالتحاق بالسلك الدبلوماسى اجتياز سلسلة من الاختبارات التى تشمل الاختبار التحريرى على مدار خمسة أيام متتالية من خلال لجان وأرقام جلوس تحول إلى أرقام سرية وتشمل: اللغات/ القانون الدولى العام/ العلاقات والمشكلات السياسية الدولية المعاصرة/ الاقتصاد السياسى والعلاقات الاقتصادية الدولية/ موضوعات مصر والوطن العربى أفريقيا، ويعقب ذلك إجراء امتحان لقياس قدرات المتقدمين ومهاراتهم.
وفى إطار تحقيق مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص، تحرص وزارة الخارجية على تكليف عدد من أساتذة الجامعات المشهود لهم بالكفاءة بالمشاركة فى وضع أسئلة الاختبارات التحريرية، وتتواصل عملية التقييم نهاية بالاختبار الشفهى الذى تجريه لجنة مكونة من كبار الشخصيات الدبلوماسية والثقافية.
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالى عدد أعضاء السلك الدبلوماسى يبلغ حوالى ألف عضو من درجة ملحق إلى درجة سفير ممتاز يعمل نصفهم فى جميع بعثات مصر بالخارج من سفارات وقنصليات والنصف الآخر بديوان عام الوزارة بالقاهرة، وتنتمى الغالبية الكاسحة لأعضاء السلك الدبلوماسى لأبناء الطبقة الوسطى بمختلف شرائحها، الأمر الذى يعكس التحول الاجتماعى الجذرى الذى شهدته مصر بعد ثورة 23 يوليو التى أكدت مبدأ تكافؤ الفرص، فلا يوجد خلال عملية التقييم أى اعتبار للخلفية الاجتماعية للمتقدم، فالمعيار الوحيد للتقييم عند الالتحاق هو الكفاءة المطلقة وحسن السير والسلوك والتمتع بالسمعة الطيبة، والأمثلة كثيرة على عدم تمكن العديد من أبناء السفراء والوزراء من اجتياز امتحانات القبول.
وطبقاً لنص القانون رقم 45 لسنة 1982 الخاص بنظام السلك الدبلوماسى والقنصلى والمعدل بالقانون رقم 69 لسنة 2009، فإنه يحظر على أعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى ممارسة أى نشاط سياسى، بما فى ذلك الانضمام لأى حزب سياسى طوال فترة الخدمة الرسمية بالسلك الدبلوماسى، مراعاة للحيادية والموضوعية وتمثيل مصر بمختلف تياراتها وتوجهاتها.