أكد عضو المجلس الثورى لحركة فتح وعضو الهيئة القيادية العليا بقطاع غزة الدكتور فيصل أبو شهلا أن الحركة موحدة وغير قابلة للقسمة وتسعى إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى فى الحرية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال أبو شهلا، النائب فى المجلس التشريعى الفلسطينى،اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الخمسين لانطلاقة فتح، إن “الحركة ستحيى ذكرى انطلاقتها مساء اليوم بإيقاد “شعلة الانطلاقة” فى ساحة النصب التذكارى للجندى المجهول وسط مدينة غزة”.
وأضاف أن “إيقاد الشعلة لن يكون رمزيا بل سيتم بمشاركة جماهيرية واسعة، كما تمت دعوة القوى الوطنية والإسلامية للمشاركة فى الاحتفال باليوبيل الذهبى لانطلاقة الحركة”.
وتحيى حركة التحرير الوطنى الفلسطينى (فتح) فى الأول من يناير من كل عام ذكرى انطلاقتها منذ عام 1965..وتحتفل هذا العام باليوبيل الذهبى لهذه الانطلاقة.
واستبعد أبو شهلا أن تؤثر أى خلافات أو تيارات داخل حركة فتح على وحدة الحركة.. قائلا “فتح حركة جماهيرية هدفها فلسطين..فكرتها ستظل موجودة وجماهيريتها ستظل موجودة وأى خلافات داخل الحركة ليست شيئا جديدا ولا تؤثر على شعبيتها بين الشعب الفلسطينى ويتم حلها داخل أطر الحركة”.
وحول المؤتمر السابع لفتح المقرر العام المقبل، قال أبو شهلا، الذى تخرج فى كلية الطب “قصر العينى” بجامعة القاهرة عام 1975، إن “اللجنة التحضيرية أنهت استعداداتها لعقد المؤتمر وانتخابات الأقاليم لا تزال مستمرة وسوف تنتهى فى قطاع غزة فى يناير المقبل بعدما انتهت فى أقاليم الضفة الغربية قبل أيام”، مرجعا تأخر الانتخابات فى غزة إلى العدوان الإسرائيلى الأخير على القطاع.
وأضاف أن “حركة فتح مبنية على فكرتين الأولى فلسطين والثانية النهج الديمقراطى فى اختيار قيادات الحركة وبرنامجها السياسى، وكما يتم اختيار قيادات الأقاليم عبر الانتخابات بطريقة ديمقراطية يتم أيضا اختيار قيادة الحركة ممثلة فى المجلس الثورى واللجنة المركزية بطريقة ديمقراطية”.
وفيما يتعلق بتطورات العلاقة مع حركة حماس، قال القيادى الفتحاوى إن “العلاقات الحالية مع حماس شبه مجمدة لحين الكشف عن المتورطين فى التفجيرات التى استهدفت منازل قيادات الحركة بغزة قبل نحو شهرين”.
وأضاف “رفض حماس الكشف عن الجهة المتورطة فى التفجيرات يعطى عدم مصداقية فى العمل السياسى ويخل بالثقة والتفاهم المشترك بين الفصائل”.
وفجر مجهولون فى السابع من شهر نوفمبر الماضى عبوات ناسفة أمام منازل قيادات فى حركة فتح بغزة، ومنصة الاحتفال بذكرى رحيل الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات..واتهمت فتح حماس بالوقوف وراء التفجيرات، وهو ما نفته الأخيرة.
وحول الأوضاع فى غزة والعوائق التى تحول دون بسط حكومة التوافق لسيطرتها على القطاع، قال أبو شهلا “هناك إشكالية لدى حماس فى موضوع المصالحة، هى تريد أن تبنى على سيطرتها على غزة بما يخالف القانون والنظام وتقول الشيء وتفعل نقيضه فى نفس الوقت”.
وضرب مثلا على ذلك باستلام المعابر.. وقال “حماس دعت لاستلام المعابر وعندما شكل رئيس الوزراء لجنة لاستلامها وتشغيلها بدأت تشترط الحصول على حصة فى اللجنة”.
وأضاف “هذا الأمر لا يتفق مع العمل الإدارى السليم لأن الحكومة تعبر عن الكل الفلسطينى ولا تعبر عن فصيل بعينه”.. وتابع “حماس تريد أيضا أن تفرض رموزا انقسامية على الحكومة وهو ما يشرعن الانقسام”، مؤكدا ضرورة أن تكون المواقع الإدارية المختلفة حسب الكفاءة والخبرة وليست حسب الانتماء الفصائلى.
وشدد أبو شهلا على أن حل جميع مشاكل قطاع غزة خلال العام الجديد مرتبط بنجاح المصالحة والوحدة الوطنية، وقال “يجب أن تكون المصلحة الوطنية ومصلحة الشعب هى العنوان السابق على أى شىء آخر”.
ودعا إلى إنجاح حكومة التوافق الوطنى من خلال إعطائها الفرصة الكاملة للعمل بلا معيقات أو ضغوط فصائلية من هنا أو هناك، محذرا من أن وضع العوائق أمام الحكومة سيعطل كثيرا موضوع اعادة الاعمار وحل مشاكل البطالة والفقر والكهرباء والبنية التحتية فى القطاع.
وفيما يتعلق بخيارات القيادة الفلسطينية بعد فشل إقرار مشروع القرار الفلسطينى فى مجلس الأمن، قال أبو شهلا “سوف نستمر فى نضالنا لتحقيق أهدافنا الوطنية بكل الأدوات المتاحة وفى مقدمتها الذهاب إلى عضوية كافة مؤسسات الأمم المتحدة بما فيها المحكمة الجنائية الدولية والتوقيع على ميثاق روما لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمى حرب على جرائمهم بحق الشعب الفلسطينى”.
وأضاف “ذهبنا إلى مجلس الأمن باعتباره القوة التنفيذية للأمم المتحدة ليقر الدولة الفلسطينية ومرجعية الحدود ويعطى جدولا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأنه من غير المعقول أن تستمر المفاوضات إلى ما لا نهاية”.
وثمن الاعتراف الأوروبى المتزايد بالدولة الفلسطينية، موضحا أنه ثمار العمل السياسى الدؤوب للقيادة الفلسطينية على المستوى الدولى. . وقال “لا أحد يستطيع إنكار الإنجازات على الساحة الدولية، فالدول المعترفة حاليا بدولة فلسطين أكثر من تلك المعترفة بإسرائيل”.
وأضاف “صحيح أن قرارات البرلمانات الأوروبية الاعتراف بدولة فلسطين رمزية وغير ملزمة لكنها تفرض على حكوماتها الالتزام بهذه القرارات والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى”.
وأكد أن هذه الاعترافات المتتالية وضعت دولة الاحتلال فى الزاوية وفرضت عليها العزلة الدولية وأحرجت الولايات المتحدة الأمريكية التى تدافع عن الاحتلال والغطرسة الاسرائيلية على طول الخط فى مقابل حلفائها الأوروبيين الذين خرجوا عن السياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل.