انتقلت الاشتباكات التى اندلعت فى بلدة “جيزرة” التابعة لمحافظة شرناق بجنوب شرقى تركيا بنهاية الأسبوع الماضى، والتى أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين بجروح، إلى بلدة “سيلوبى” المجاورة وعدد من المدن الأخرى فى المنطقة ذات الأغلبية الكردية.
وذكر الموقع الإلكترونى لصحيفة “حرييت” التركية اليوم الأربعاء، أن حزب الشعوب الديمقراطية الكردى اتهم الحكومة بالوقوف وراء اندلاع الاشتباكات، على الرغم من عدم وضوح أسباب هذه الاشتباكات، فيما تزعم الحكومة أنها محاولات تحريضية لإفساد مفاوضات التسوية السلمية الجارية بين الحكومة والأكراد.
وأكد قياديو حزب الشعب الجمهورى المعارض أن حكومة العدالة والتنمية أصبحت عاجزة عن إدارة البلاد والسيطرة على الأحداث الجارية فى بلدتى “جيزرة” و”سيلوبي” ودائما فى كل حادث تلجأ إلى الحديث عن “محرضين” للتغطية على فشلها فى إدارة البلاد، بحسب قولهم.
وفى سياق متصل، ذكرت صحيفة “وطن” اليوم أنه كلما حققت الحكومة تقدما فى عملية السلام الداخلى واتخاذ جملة تعديلات قانونية إصلاحية، ظهرت فجأة “يد خفية تعمل على إثارة التحريض والفوضى فى محاولة لتوجيه ضربة موجعة لتسوية القضية الكردية”.
وأضافت أن “البلاد على سبيل المثال دخلت فى مرحلة مرونة بعد انتخابات عام 2011 أثناء مواصلة مفاوضات أوسلو بين جهاز المخابرات التركى وقياديى منظمة حزب العمال الكردستانى فى أوروبا، ولكن فجأة ظهرت هذه “اليد الخفية” بعد أن شن أعضاء منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية هجوما مسلحا على دورية عسكرية فى ضواحى بلدة “سيلوان” التابعة لمدينة دياربكر التى أسفرت عن مقتل 14 جنديا وأدى بالتالى لانهيار مفاوضات أوسلو”.
وأكدت الصحيفة أن مخابرات الدول المجاورة توجه تعليمات لأعضاء اتحاد المجتمع الكردستانى بإنهاء المفاوضات مع الحكومة التركية، مشيرة إلى أن الخبراء العسكريين فى أنقرة وجهوا أصابع الاتهام إلى إيران خلال الأحداث الأخيرة فى سيلوبى.
وأشارت بعض التقارير إلى أن المخابرات الإيرانية قامت فى الآونة الأخيرة بتفعيل خلايا نائمة لمنظمة حزب الله التركية الإسلامية المتشددة المحظورة، لذا فمن الضرورى إلقاء نظرة جدية على الوضع القائم والبحث عن “الفاعل الخفي” الذى يقف وراء هذه الأحداث رغم نزع منظمة حزب العمال الكردستانى ومنظمة حزب الله التركية فتيل الاشتباكات.